٤١

قوله عز وجل : { وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ } يعني من القرآن على محمد ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، { مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ } يعني من التوراة ، وفيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : مصدقاً لما في التوراة ، من توحيد اللّه وطاعته .

والثاني : مصدقاً لما في التوراة ، أنها من عند اللّه .

والثالث : مصدقاً لما في التوراة من ذكر القرآن ، وبَعْثِهِ مُحمداً ( صلى اللّه عليه وسلم ) نبيّاً .

وفي قوله تعالى : { وَلاَ تَكُونُوا أُوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } ثلاثة أقاويل :

أحدها : ولا تكونوا أول كافرٍ بالقرآن من أهل الكتاب ، وهو قول ابن جريجٍ .

والثاني : ولا تكونوا أول كافر بمحمدٍ ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، وهذا قول أبي العالية .

والثالث : ولا تكونوا أول كافرٍ بما في التوراة والإنجيل من ذكر محمدٍ وتصديقِ القرآن .

وفي قوله تعالى : { وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً } ثلاثةُ تأويلاتٍ :

أحدها : لا تأخذوا عليه أجراً ، وهو مكتوب عندهم في الكتاب الأول : { يا ابن آدم علِّم مجَّاناً كما عُلِّمْتَ مجَّاناً } ، وهذا قول أبي العالية .

والثاني : لا تأخذوا على تغييره وتبديله ثمناً ، وهذا قول الحسن البصري .

والثالث : لا تأخذوا ثمناً قليلاً على كتم ما فيه من ذكر محمدٍ ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، وتصديق القرآن ، وهذا قول السدي .

﴿ ٤١