٧١

{ تُثِيرُ الأَرْضَ } والإثارة تفريق الشيء ، أي ليست مما يثير الأرض للزرع ، ولا يسقى عليها الزرع . [ وقيل يثير فعل مستأنف والمعنى إيجاب الحرث لها وأنها كانت تحرث ولا تسقى ] .

وليس هذا الوجه بشيء ، بل نفي عنها جميع ذلك .

{ مُسَلَّمَةٌ لاَ شِيَةَ فِيها } وفي ذلك أربعة تأويلات :

أحدها : مُسَلَّمَةٌ من العيوب ، وهذا قول قتادة ، وأبي العالية .

والثاني : مُسَلَّمَةٌ من العمل .

والثالث : مُسَلَّمَةٌ من غصب وسرقة ، فتكون حلالاً .

والرابع : مُسَلَّمَةٌ من . . . . .

. وفي { شِيَةَ } ثلاثة أوجه :

أحدها : ليس فيها علامة خاصة ، حكاه السدي .

والثاني : أنه ليس فيها لون ، يخالف لونها من سواد أو بياض .

والثالث : أنه الوضَح وهو الجمع بين ألوان من سواد وبياض .

وأصله من وشي الثوب ، وهو تحسين عيوبه بألوان مختلفة ، ومنه قيل للساعي بالرجل عند السلطان واشٍ ، لأنه يحسّن كذبه عنده ، حتى يقبله منه .

{ قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ } فيه تأويلان :

أحدهما : الآن بَيّنْت الحق ، وهو قول قتادة .

والثاني : معناه أنه حين بيّنها لهم ، قالوا هذه بقرة فلان ، الآن جئت بالحق فيها ، وهذا قول عبد الرحمن بن زيد .

وفي قوله تعالى : { فَذَبَحُوها وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ } تأويلان :

أحدهما : أنهم كادوا ألاّ يفعلوا لغلاء ثمنها ، لأنهم اشتروها على ما حَكَى

ابن عباس ، ومحمد بن كعب : بملء مَسْكها ذهباً من مال المقتول . وقيل بوزنها عشر مرات .

والثاني : أنهم كادوا ألاّ يفعلوا خوفاً من الفضيحة على أنفسهم في معرفة القاتل ، وهذا قول وهب ، وقال عكرمة : ما كان ثمنها إلا ثلاثة دنانير . وقيل : كانت البقرة وحشية .

﴿ ٧١