١٣٣أم كنتم شهداء . . . . . قوله تعالى : { وَقَالُوا : كُونُوا هُوداً أوْ نَصَارى تَهْتَدُوا } يعني أن اليهودَ قالوا : كونوا هوداً تهتدوا ، وقالت النصارى : كونوا نصارى تهتدوا ، فرد اللّه تعالى ذلك عليهم ، فقال : { قُلْ : بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً } وفي الكلام حذف ، يحتمل وجهين : أحدهما : أن المحذوف بل نتبع ملة إبراهيم ، ولذلك جاء به منصوباً . والثاني : أن المحذوف بل نهتدي بملة إبراهيم ، فلما حذف حرف الجر ، صار منصوباً ، والملة : الدين ، مأخوذ من الإملاء ، أي ما يُمْلُون من كتبهم . وأما الحنيف ، ففيه أربعة تأويلات : أحدها : أنه المخلص ، وهو قول السدي . والثاني : أنه المتَّبع ، وهو قول مجاهد . والثالث : الحاج ، وهو قول ابن عباس ، والحسن . والرابع : المستقيم . وفي أصل الحنيف في اللغة وجهان : أحدهما : الميل ، والمعنى أن إبراهيم حَنَفَ إلى دين اللّه ، وهو الإسلام فسمي حنيفاً ، وقيل للرجل أحْنَف لميل كل واحدة من قدميه إلى أختها . والوجه الثاني : أن أصله الاستقامة ، فَسُمِّي دين إبراهيم { الحنيفية } لاستقامته وقيل للرجل أحنف ، تطيّراً من الميل وتفاؤلاً بالاستقامة ، كما قيل لِلًّدِيغ سليم ، وللمُهْلِكةِ من الأرض مفازة . |
﴿ ١٣٣ ﴾