١٥٥قوله تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُم } يعني أهل مكة ، لما تقدم من دعاء النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) أن يجعلها عليهم سنين كسني يوسفَ حين قحطوا سبع سنين ، فقال اللّه تعالى مجيباً لدعاء نبيه : { وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالجُوعِ } الخوف يعني الفزع في القتال ، والجوع يعني المجاعة بالجدب . { وَنَقْصٍ مِّنَ الأمَوَالِ } يحتمل وجهين : أحدهما : نقصها بالجوائح المتلفة . والثاني : زيادة النفقة في الجدب . { وَالأَنفُسِ } يعني ونقص الأنفس بالقتل والموت . { وَالثَّمَرَاتِ } قلة النبات وارتفاع البركات . { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } يحتمل ثلاثة أوجه : أحدها : وبشر الصابرين على الجهاد بالنصر . والثاني : وبشر الصابرين على الطاعة بالجزاء . والثالث : وبشر الصابرين على المصائب بالثواب ، وهو أشبه لقوله من بعد : |
﴿ ١٥٥ ﴾