١٥٧

ثم قال تعالى في هؤلاء : { أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } الصلاة اسم مشترك المعنى فهي من اللّه تعالى الرحمة ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن الناس الدعاء ، كما قال تعالى : { إِنَّ اللّه وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَأيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمَاً } . وقال الشاعر :

صلّى على يحيى وأشياعه

رَبٌّ كريمٌ وشفيع مطاع

قوله تعالى : { أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِّن رَّبِّهِمْ } أي رحمة ، وذكر ذلك بلفظ الجمع لأن بعضها يتلو بعضاً .

ثم قال : { وَرَحْمَةٌ } فأعادها مع اختلافها للفظين لأنه أوكد وأبلغ كما قال : { مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى } .

وفي قوله تعالى : { وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } وجهان محتملان :

أحدهما : المهتدون إلى تسهيل المصائب وتخفيف الحزن .

والثاني : المهتدون إلى استحقاق الثواب وإجزال الأجر .

﴿ ١٥٧