١٧٤قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّه مِنَ الْكِتَابِ } يعني علماء اليهود كتموا ما أنزل اللّه عز وجل في التوراة من صفة محمد ( صلى اللّه عليه وسلم ) وصحة رسالته . { وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنَاً قَلِيلاً } يعني قبول الرُشَا على كتم رسالته وتغيير صفته ، وسماه قليلاً لانقطاع مدته وسوء عاقبته . وقيل : لأن ما كانوا يأخذون من الرُشا كان قليلاً . { أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ } فيه تأويلان : أحدهما : يريد أنه حرام يعذبهم اللّه عليه بالنار فصار ما يأكلون ناراً ، فسماه في الحال بما يصير إليه في ثاني الحال ، كما قال الشاعر : وأمّ سماك فلا تجزعي فللموت ما تلد الوالدة { وَلاَ يُكْلِّمُهُمُ اللّه يَوْمَ الْقِيَامَةِ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : معناه يغضب عليهم ، من قولهم : فلان لا يكلم فلاناً إذا غضب عليه . والثاني : لا يرسل إليهم الملائكة بالتحية . والثالث : معناه لا يسمعهم كلامه . { وَلاَ يُزَكِّيهِمْ } فيه قولان : أحدهما : يعني لا يصلح أعمالهم الخبيثة . والثاني : لا يثني عليهم ، ومن لا يثني اللّه عليه فهو معذب { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي مؤلم موجع . |
﴿ ١٧٤ ﴾