١٩

قوله عز وجل : { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّه الإِسْلاَمُ } فيه وجهان :

أحدهما : أن المتدين عند اللّه بالإِسلام من سلم من النواهي .

والثاني : أن الدين هنا الطاعة ، فصار كأنه قال : إن الطاعة للّه هي الإِسلام .

وفي أصل الإسلام قولان :

أحدهما : أن أصله مأخوذ من السلام وهو السلامة ، لأنه يعود إلى السلامة .

والثاني : أن أصله التسليم لأمر اللّه في العمل بطاعته .

{ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ } في أهل الكتاب الذين اختلفوا ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنهم أهل التوراة من اليهود ، قاله الربيع .

والثاني : أنهم أهل الإِنجيل من النصارى ، قاله محمد بن جعفر بن الزبير .

والثالث : أنهم أهل الكتب كلها ، والمراد بالكتاب الجنس من غير تخصيص ، وهو قول بعض المتأخرين .

وفيما اختلفوا فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : في أديانهم بعد العلم بصحتها .

والثاني : في عيسى وما قالوه فيه من غلو وإسراف .

والثالث : في دين الإِسلام .

وفي قوله تعالى : { بَغْياً بَيْنَهُمْ } وجهان :

أحدهما : طلبهم الرياسة .

والثاني : عدولهم عن طريق الحق .

﴿ ١٩