٥٢قوله تعالى : { فَلَمَّا أَحَسَّ عَيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ : مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّه } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : يعني من أنصاري مع اللّه . والثاني : معناه من أنصاري في السبيل إلى اللّه ، وهذا قول الحسن . والثالث : معناه من ينصرني إلى نصر اللّه . وواحد الأنصار نصير . { قَالَ الْحَوَارِيُّونَ : نَحْنُ أَنصَارُ اللّه } اخْتُلِف في تسميتهم بالحواريين على ثلاثة أقاويل : أحدها : انهم سُمُّوا بذلك لبياض ثيابهم ، وهذا قول سعيد بن جبير . والثاني : أنهم كانوا قَصَّارين يبيضون الثياب ، وهذا قول ابن أبي نجيح . والثالث : أنهم خاصة الأنبياء ، سموا بذلك لنقاء قلوبهم ، وهذا قول قتادة ، والضحاك . وأصل الحواري : الحَوَر وهو شدة البياض ، ومنه الحواري من الطعام لشدة بياضه ، والحَوَر نقاء بياض العين . واختلفوا في سبب استنصار المسيح بالحواريين على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه استنصر بهم طلباً للحماية من الكفار الذين أرادوا قتله حين أظهر دعوته ، وهذا قول الحسن ، ومجاهد . والثاني : أنه استنصر بهم ليتمكن من إقامة الحجة وإظهار الحق . والثالث : لتمييز المؤمن الموافق من الكافر المخالف . |
﴿ ٥٢ ﴾