٧٣

قوله تعالى : { وَلاَ تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَن تَبعَ دِينَكُمْ } فيه قولان :

أحدهما : معناه لا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم .

والثاني : لا تعترفوا بالحق إلا لمن تبع دينكم .

واخْتُلِفَ في تأويل ذلك على قولين :

أحدهما : أنهم كافة اليهود ، قال ذلك بعضهم لبعض ، وهذا قول السدي ، وابن زيد .

والثاني : أنهم يهود خبير قالوا ذلك ليهود المدينة ، وهذا قول الحسن .

واختلف في سبب نهيهم أن يؤمنوا إلا لِمَنْ تَبعَ دينهم على قولين :

أحدهما : أنهم نُهُوا عن ذلك لِئَلاً يكون طريقاً لعبدة الأوثان إلى تصديقه ، وهذا قول الزجاج .

والثاني : أنهم نُهُوا عن ذلك لِئَلاَّ يعترفوا به فيلزمهم العمل بدينه لإقرارهم بصحته .

{ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّه أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ } فيه قولان :

أحدهما : أن في الكلام حذفاً ، وتقديره : قل إن الهدى هدى اللّه ألاَّ يُؤْتَى أحدٌ مثل ما أوتيتم أُّيها المسلمون ، ثم حذف { لا } من الكلام لدليل الخطاب عليها مثل

قوله تعالى : { يُبَيِّنُ اللّه لَكُمْ أَن تَضِلُّوا } " [ النساء : ١٧٦ ] أي لا تضلوا ، وهذا معنى قول السدى ، وابن جريج . والثاني : أن معنى الكلام : قل إن الهدى هدى اللّه فلا تجحدوا أن يُؤْتى أحد مثل ما أوتيتم .

{ أَوْ يُحَآجُّوكُم عِندَ رَبِّكُم } فيه قولان :

أحدهما : يعني ولا تؤمنوا أن يُحَاجّوكم عند ربكم لأنه لا حجة لهم ، وهذا قول الحسن ، وقتادة .

والثاني : إن معناه حتى يُحَاجُّوكم عند ربكم ، على طريق التبعيد ، كما يقال : لا تلقاه أو تقوم الساعة ، وهذا قول الكسائي ، والفراء .

﴿ ٧٣