٧٧قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّه وَأَيمَانِهِم ثَمَناً قَلِيلاً } وفي العهد قولان : أحدهما : ما أوجب اللّه تعالى على الإنسان من طاعته وكَفَّه عن معصيته . والثاني : ما في عقل الإنسان من الزجر عن الباطل والانقياد إلى الحق . { أَولَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُم فِي الآخِرةِ } . وفي أصل الخلاق قولان : أحدهما : أن أصله من الخّلق بفتح الخاء وهو النفس ، وتقدير الكلام لا نصيب لهم . والثاني : أن أصله الخُلق بضم الخاء لأنه نصيب مما يوجبه الخُلُق الكريم . { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّه } فيه قولان : أحدهما : لا يكلمهم اللّه بما يسرهم ، لكن يكلمهم بما يسوءهم وقت الحساب لأنه قال : { ثُمَّ إِنَّ عَلَينَا حِسَابَهُم } . والثاني : لا يكلمهم أصلاً ولكن يرد حسابهم إلى الملائكة . { وَلاَ يَنظُرُ إِلَيهِم يَومَ الْقِيَامَةِ } فيه قولان : أحدهما : لا يراهم . والثاني : لا يَمِنُ عليهم . { وَلاَ يُزَكِّيهِم } أي لا يقضي بزكاتهم . واختلف أهل التفسير في سبب نزول هذه الآية على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها نزلت في قوم من أحبار اليهود : أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق ، وكعب بن الأشرف ، وحيي بن أخطب كتبوا كتاباً بأيديهم ، ثم حلفوا أنه من عند اللّه فيما ادعوا به ليس عليهم في الأميين سبيل ، وهو قول الحسن ، وعكرمة . والثاني : أنها نزلت في الأشعث وخصيم له تنازعاً في أرض ، فقام ليحلف ، فنزلت هذه الآية ، فنكل الأشعث واعترف بالحق . والثالث : أنها نزلت في رجل حلف يميناً فاجرة في تنفيق سلعته في البيع ، وهذا قول عامر ، ومجاهد . |
﴿ ٧٧ ﴾