٩٦{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً } لا اختلاف بين أهل التفسير أنه أول بيت وضع للعبادة ، وإنما اختلفوا هل كان أول بيت وضع لغيرها على قولين : أحدهما : أنه قد كانت قْبْله بيوت كثيرة ، وهو قول الحسن . والثاني : أنه لم يوضع قبله بيت ، وهذا قول مجاهد ، وقتادة . وفي { بَكَّة } ثلاثة أقاويل : أحدها : أن بكة المسجد ، ومكة : الحرم كله ، وهذا قول ابن شهاب ، وضمرة بن ربيعة . والثاني : أن بكة هي مكة ، وهو قول أبي عبيدة . والثالث : أن بكة موضع البيت ، ومكة غيره في الموضع يريد القرية ، وروي ذلك عن مالك . وفي المأخوذ منه بكة قولان : أحدهما : أنه مأخوذ من الزحمة ، يقال تَبَاّك القوم بعضهم بعضاً إذا ازدحموا ، فبكة مُزْدَحَمُ الناس للطواف . والقول الثاني : أنها سميت بكة ، لأنها تَبُكُّ أعناق الجبابرة ، إذ ألحدواْ فيها بظلم لم يمهلواْ . وفي قوله : { مُبَارَكاً } تأويلان : أحدهما : أن بركته ما يستحق من ثواب القصد إليه . |
﴿ ٩٦ ﴾