٩٧والثاني : أنه آمن لمن دخله حتى الوحش ، فيجتمع فيه الصيد والكلب . { فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ } الآية في مقام إبراهيم أثر قدميه وهو حجر صلد ؟ والآية في غير المقام : أمن الخائف ، وهيبة البيت وامتناعه من العلو عليه ، وتعجيل العقوبة لمن عتا فيه ، وما كان في الجاهلية من أصحاب الفيل . { وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً } معناه أنه عطَّف عليه قلوب العرب في الجاهلية فكان الجاني إذا دخله أمِنَ . وأما في الإسلام ففيه قولان : أحدهما : أنه من النار ، وهذا قول يحيى بن جعدة . والثاني : من القتال بحظر الإيجال على داخليه ، وأما الحدود فتقام على من جنى فيه . واختلفواْ في الجاني إذ دخله في إقامة الحد عليه فيه قولان : أحدهما : تقام عليه ، وهو مذهب الشافعي . والثاني : لا تقاوم حتى يُلجأ إلى الخروج منه ، وهو مذهب أبي حنيفة . { وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً } وفي الاستطاعة ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها بالمال ، وهي الزاد والراحلة ، وهو قول الشافعي . والثاني : أنها بالبدن ، وهو قول مالك . والثالث : أنها بالمال والبدن ، وهو قول أبي حنيفة . { وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } وفيه ثلاثة تأويلات : أحدها : يعني [ من كفر ] بفرض الحج فلم يره واجباً ، وهو قول ابن عباس . والثاني : هو لا يرى حَجَّهُ براً ولا تركه مأثماً ، وهو قول زيد بن أسلم . والثالث : اليهود ، لأنه لما نزل قوله تعالى : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنهُ } فقالواْ نحن مسلمون فأُمِرُوا بالحج فلم يحجوا ، فأنزل اللّه هذه الآية . |
﴿ ٩٧ ﴾