١٠٣{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْل اللّه جَمِيعاً } فيه خمسة تأويلات : أحدها : الحبل : كتاب اللّه تعالى ، وهو قول ابن مسعود ، وقتادة ، والسدي ، روى أبو سعيد الخدري عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) قال : { كِتَابُ اللّه هُوَ حَبْلُ اللّه المَمْدُودُ مِنَ السَّماءِ إَلى الأرْضِ }. والثاني : أنه دين اللّه وهو الإسلام ، وهذا قول ابن زيد . والثالث : أنه عهد اللّه ، وهو قول عطاء . والرابع : هو الإخلاص للّه والتوحيد ، وهو قول أبي العالية . والخامس : هو الجماعة ، وهو مروي عن ابن مسعود . وسُمَّي ذلك حبلاً لأن المُمْسِكَ به ينجو مثل المتمسك بالحبل ينجو من بئر أو غيرها . { وَلاَ تَفَرَّقُواْ } فيه قولان : أحدهما : عن دين اللّه الذي أمر فيه بلزوم الجماعة ، وهذا قول ابن مسعود ، وقتادة . والثاني : عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) . { وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّه عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِكُمْ } وفيمن أريد بهذه الآية قولان : أحدهما : أنهم مشركو العرب لِمَا كان بينهم من الصوائل ، وهذا قول الحسن . والثاني : أنهم الأوس والخزرج لِمَا كان بينهم من الحروب في الجاهلية حتى تطاولت مائة وعشرين سنة إلى أن ألَّفَ اللّه بين قلوبهم بالإسلام فتركت تلك الأحقاد ، وهذا قول ابن إسحاق . |
﴿ ١٠٣ ﴾