١٢٨

{ لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : ليس لك من الأمر شيء في عقابهم واستصلاحهم ، وإنما ذلك إلى اللّه تعالى في أن يتوب عليهم أو يعذبهم .

والثاني : ليس لك من الأمر شيء فيما تريده وتفعله في أصحابك وفيهم ،

وإنما ذلك إلى اللّه تعالى فيما يفعله من اللطف بهم في التوبة والاستصلاح أو في العذاب والانتقام .

والثالث : أنزلت على سبب لما كسرت رباعيته ( صلى اللّه عليه وسلم ) .

واختلفوا في السبب فيه على قولين :

أحدهما : أن قوماً قالوا بعد كسر رباعيته : كيف يفلح قوم نالوا هذا من نبيهم ، وهو حريص على هدايتهم فنزلت هذه الآية ، وهذا قول ابن عباس ، وأنس بن مالك ، والحسن وقتادة ، والربيع .

والثاني : أن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) هَمَّ بعد ذلك بالدعاء فأستأذن فيه ، فنزلت هذه الآية فكف وإنما لم يؤذن فيه لما في المعلوم من توبة بعضهم .

﴿ ١٢٨