١٦١{ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ } قرأ ابن كثير ، وعاصم ، وأبو عمرو بفتح الياء وضم العين ، وقرأ الباقون يغل بضم الياء وفتح الغين . ففي تأويل من قرأ بفتح الياء وضم الغين ثلاثة أقاويل : أحدها : أن قطيفة حمراء فقدت يوم بدر ، فقال بعض الناس أخذها رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، فانزل اللّه تعالى هذه الآية ، وهذا قول عكرمة ، وسعيد بن جبير . والثاني : أنها نزلت في طلائع كان رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) وجههم في وجه ، ثم غنم الرسول فلم يقسم للطلائع فأنزل اللّه تعالى : { وَمَا كَانَ لنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ } أي يقسم لطائفة من المسلمين ويترك طائفة ويجور في القسم ، وهذا قول ابن عباس ، والضحاك . والثالث : أن معناه وما كان لنبي أن يكتم الناس ما بعثه اللّه إليهم لرهبة منه ولا رغبة فيهم ، وهذا قول ابن إسحاق . وأما قراءة من قرأ يُغّل بضم الياء وفتح الغين ففيها قولان : أحدهما : يعني وما كان لنبي أن يتهمه أصحابه ويخوَّنوه . والثاني : معناه وما كان لنبي أن يغل أصحابه ويخونهم ، وهذا قول الحسن ، وقتادة . وأصل الغلول الغلل وهو دخول الماء في خلال الشجر ، فسميت الخيانة غلولاً لأنها تجري في المال على خفاء كجري الماء ، ومنه الغل الحقد لأنه العداوة تجري في النفس مجرى الغلل . |
﴿ ١٦١ ﴾