٢٠

قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَومِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّه عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ } فيهم قولان .

أحدهما : أنهم الأنبياء الذين جاءوا بعد موسى .

والثاني : أنهم السبعون الذين اختارهم موسى .

{ وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً } فيه خمسة أقاويل :

أحدها : لأنهم مَلَكوا أنفسهم بأن خلصهم من استعباد القبط لهم ، وهذا قول الحسن .

والثاني : لأن كل واحد ملك نفسه وأهله وماله ، وهذا قول السدي .

والثالث : لأنهم كانوا أول من ملك الخدم من بني آدم ، وهو قول قتادة .

والرابع : أنهم جُعِلُوا ملوكاً بالمَنِّ والسَّلْوَى والحَجَر ، وهذا قول ابن عباس .

والخامس : أن كل من ملك داراً وزوجة وخادماً ، وفهو ملك من سائر الناس ، وهذا قول عبد اللّه بن عمرو بن العاص ، والحسن ، وزيد بن أسلم .

وقد روى زيد بن أسلم قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { من كان له بيت [ يأوي إليه وزوجة ] وخادم ، فهو ملك } . { وءَاتَاكُمْ مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ } فيه قولان :

أحدهما : المن والسلوى والغمام والحجر ، وهو قول مجاهد .

الثاني : كثرة الأنبياء فيهم والآيات التي جاءتهم .

﴿ ٢٠