٢٣قوله تعالى : { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ } فيه قولان : أحدهم : يخافون اللّه ، وهو قول قتادة . الثاني : يخافون الجبارين ، ولم يمنعهم خوفهم من قول الحق . { أَنْعََمَ اللّه عَلَيْهِمَا } فيه تأويلان : أحدهما : بالتوفيق للطاعة . والثاني : بالإِسلام ، وهو قول الحسن . وفي هذين الرجلين قولان : أحدهما : أنهما من النقباء يوشع بن نون ، وكالب بن يوقنا ، وهذا قول ابن عابس ، ومجاهد ، وقتادة ، والسدي . والثاني : أنهما رجلان ، كانا في مدينة الجبارين أنعم اللّه عليهما بالإِسلام ، وهذا مروي عن ابن عباس . { ادْخُلُواْ عَلَيْهِمْ الْبَابَ فإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ } فيه تأويلان : أحدهما : إنما قالوه لعلمهم بأن اللّه كتبها لهم . والثاني : لعلمهم بأن اللّه ينصرهم على أعادئه ، ولم يمنعهم خوفهم من القول الحق ، وقد قال النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ الحَقَّ إِذَا رَآهُ أَوْ عَلِمَهُ فَإِنَّهُ لاَ يُبْعِدُ مِنْ رِزْقٍ وَلاَ يُدْنِي مِنْ أَجَلٍ }. |
﴿ ٢٣ ﴾