١٠١

قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } اختلف أهل التأويل في سبب نزول هذه الآية على ثلاثة أقوال :

أحدها : ما روى أنس بن مالك قال : سأل الناس رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) حتى

ألحفوه بالمسألة ، فصعد المنبر ذات يوم فقال : { لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيءٍ إِلاَّ بَيَّنْتُ لَكُمْ } قال أنس : فجعلت أنظر يميناً وشمالاً فأرى كل الناس لاق ثوبه فى رأسه يبكي ، فسأل رجل كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه فقال : يا رسول اللّه مَنْ أبي ؟ فقال : { أَبُوكَ حُذَافَةُ } فأنشأ عمر فقال : رضينا باللّه رباً وبالإِسلام ديناً وبمحمد عليه السلام رسولاً عائذاً باللّه من سوء الفتن ، فأنزل اللّه تعالى : { لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } .

والثاني : ما روى الحسن بن واقد عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال : خطبنا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) فقال : { أَيُّهَا النَّاسُ كَتبَ اللّه عَلَيكُمُ الحَجَّ فَحِجُّوا } فقام محصن الأسدي وقال : في كل عام يا رسول اللّه ؟ فقال : { أَمَا إِنِّي لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ ، وَلَوْ وَجَبَتْ ثُمَّ تَرَكْتُم لَضَلِلْتُمْ ، اسْكَتُوا عَنِّي مَا سَكَتُّ عَنْكُمْ ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبَْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ واخْتِلاَفِهِم عَلَى أَنْبِيائِهِمْ } فأنزل اللّه تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُوا . . . } .

والثالث : أنها نزلت في قوم سألوا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) على البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، قاله ابن عباس .

{ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرءَانُ تُبْدَ لَكُمْ } جعل نزول القرآن عند السؤال موجباً بتعجيل الجواب .

{ عَفَا اللّه عَنْهَا } فيها قولان :

أحدهما : عن المسألة .

والثاني : عن الأشياء التي سألوا عنها .

﴿ ١٠١