١٩

قوله عز وجل : { قَلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً } الآية ، في سبب [ نزول ] ذلك قولان :

أحدهما : أن المشركين قالوا لرسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) : من يشهد لك النبوة ، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية يأمره فيها أن يقول لهم : { أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً } ، ثم أجابه عن ذلك فقال : { قُلِ اللّه شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } يعني : بصدقي وصحة نبوتي وهي أكبر الشهادات ، قاله الحسن .

والثاني : أن اللّه تعالى أمره أن يشهد عليهم بتبليغ الرسالة إليهم فقال ذلك ليشهده عليهم .

{ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ } فيه وجهان :

أحدهما : لأنذركم [ يا ] أهل مكة ومن بلغه القرآن من غير أهل مكة .

والثاني : لأنذركم به : [ أيها ] العربُ ومن بُلِّغ من العَجَم .

﴿ ١٩