٢٠قوله عز وجل : { الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ } فيه قولان : أحدهما : أنه التوراة والإِنجيل ، قاله الحسن ، وقتادة ، والسدي ، وابن جريج . والثاني : أنه القرآن . { يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنآءَهُم } فيه قولان : أحدهما : يعرفون النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) كما يعرفون أبناءهم ، لأن صفته موجودة في كتابهم ، قاله الحسن ، وقتادة ، ومن زعم أن الكتاب هو التوراة والإِنجيل . والثاني : يعرفون الكتاب الدال على صفته ، وصدقه ، وصحة نبوته ، وهذا قول من زعم أن الكتاب هو القرآن . وعنى بقوله : { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ } تثبيتاً لصحة المعرفة . وحكى الكلبي والفراء : أن عمر بن الخطاب قال لعبد اللّه بن سلام حين أسلم : ما هذه المعرفة التي تعرفون بها محمداً ( صلى اللّه عليه وسلم ) كما تعرفون أبناءكم ؟ قال : واللّه لأنا به إذا رأيته أعرف مني بابني وهو يلعب مع الصبيان ، لأني لا أشك أنه محمد ، وأشهد أنه حق ، ولست أدري ما صنع النساء في الابن . { الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنْفُسَهُمْ } فيه تأويلان : أحدهما : أنهم خسروا بالكفر منازلهم وأزواجهم في الجنة ، لأنه ليس أحد من مؤمن ولا كافر إلا وله منازل وأزواج ، فإن أسلموا كانت لهم ، وإن كفروا كانت لمن آمن من أهلهم ، وهو معنى قوله تعالى : { الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } " [ المؤمنون : ١١ ] ، قاله الفراء . والثاني : معناه غبنوها فأهلكوها بالكفر والتكذيب ، ومنه قول الأعشى : لا يأخذ الرِّشْوَة في حُكْمِهِ ولا يُبالي خُسْرَ الخاسر |
﴿ ٢٠ ﴾