١٢٢

أو من كان . . . . .

قوله عز وجل : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : كان ميتاً حين كان نطفة فأحييناه بنفخ الروح [ فيه ] ، حكاه ابن بحر .

والثاني : كان ميتاً بالكفر فأحييناه بالهداية إلى الإيمان ، حكاه ابن عيسى .

والثالث : كان ميتاً بالجهل فأحييناه بالعمل ، أنشدني بعض أهل العلم ما يدل على صحة هذا التأويل لبعض شعراء البصرة .

وفي الجهل قبل الموت لأهله

فأجسامهم قبل القبور قبور

وإن امرءا لم يحيى بالعلم ميت

فليس له حتى النشور نشور

{ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أن النور القرآن ، قاله الحسن .

والثاني : انه العلم الذي يهدي إلى الرشد .

والثالث : أنه حُسْنُ الإيمان .

وقوله : { يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ } يحتمل وجهين :

أحدهما : ينشر به ذكر دينه بين الناس في الدنيا حتى يصير كالماشي .

والثاني : يهتدي به بين الناس إلى الجنة فيكون هو الماشي .

{ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } فيه قولان :

أحدهما : أن الظلمات الكفر .

والثاني : الجهل ، وشبهه بالظلمة لأن صاحبه في حيرة تفضي به إلى الهلكة كحيرة الماشي في الظلمة .

واختلفوا في هذه الآية على قولين .

أحدهما : أنها على العموم في كل مؤمن وكافر ، قاله الحسن وغيره من أهل العلم .

والثاني : أنها على الخصوص في مُعَيَّن .

وفيمن تعين نزول ذلك فيه قولان :

أحدهما : أن المؤمن عمر بن الخطاب ، والكافر أبو جهل ، قاله الضحاك . ومقاتل .

والثاني : أن المؤمن عمار بن ياسر ، والكافر أبو جهل ، قاله عكرمة ، والكلبي .

﴿ ١٢٢