١٢

قوله عز وجل : { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ } معناه معينكم ويحتمل أن يكون معناه إني معكم في نصرة الرسول ، فتكون الملائكة لتثبيت المؤمنين ، واللّه تعالى متولي النصر بما ألقاه من الرعب في قلوب المشركين .

{ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ ءَامَنُواْ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : فثبوتهم بحضوركم معهم في الحرب .

والثاني : بقتالكم معهم يوم بدر ، قاله الحسن .

والثالث : بإخبارهم أنه لا بأس عليهم من عدوهم .

{ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ } يعني الخوف ، ويحتمل أحد وجهين : إما أن يكون إلقاء الرعب بتخاذلهم ، وإما أن يكون بتكثير المسلمين في أعينهم .

وفي ذلك وجهان :

أحدهما : أنه قال ذلك للملائكة معونة لهم .

والثاني : أنه قال ذلك له ليثبتوا به الذين آمنوا . { فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ } فيه خمسة أقاويل :

أحدها : فاضربوا الأعناق ، وفوق صلة زائدة في الكلام ، قاله عطية والضحاك .

وقد روى المسعودي عن القاسم قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لأُُعَذِّبَ بَعَذَابِ اللّه وَإِنَّمَا بُعِثْتُ بِضَرْبِ الأَعْنَاقِ وَشَدِّ الْوَثَاقِ }. والثاني : معناه واضربوا الرؤوس فوق الأعناق ، قاله عكرمة .

والثالث : فاضربوا على الأعناق .

والرابع : فاضربوا على الأعناق .

والخامس : فاضربوا فوق جلدة الأعناق .

{ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } يعني المفاصل من أطراف الأيدي والأرجل والبنان : أطراف الأصابع من اليدين والرجلين .

﴿ ١٢