٣١

قوله عز وجل { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا } يحتمل وجهين :

أحدهما : قد سمعنا هذا منكم ولا نطيعكم .

والثاني : قد سمعنا قبل هذا مثله فماذا أغناكم .

{ لَوْ نَشَآءَ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا } يحتمل وجهين :

أحدهما : مثل هذا في النظم والبيان معارضة له في الإعجاز .

والثاني : مثل هذا في الاحتجاج معارضة له في الاستدعاء إلى الكفر .

{ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } يعني أحاديث الأولين ويحتمل وجهين :

أحدهما : أنه قصص من مضى وأخبار من تقدم .

والثاني : أنه مأخوذ عمن تقدم وليس بوحي من اللّه تعالى .

وقيل إن هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث بن كلدة ، وقد قلته النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) صبراً في جملة ثلاثة من قريش : عقبه بن أبي معيط ، والمطعم بن عدي ، والنضر بن الحارث وكان أسير المقداد ، فلما أمر رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) بقتل النضر قال المقداد : أسيري يا رسول اللّه ، فقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { اللّهمْ أَعِنِ المِقْدَادَ } ، فقال : هذا أردت . وفيه أنزل اللّه تعالى الآية التي بعدها .

﴿ ٣١