٣٦

قوله عز وجل { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّه } فيه قولان :

أحدهما : أنها نفقة قريش في قتال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) يوم بدر ، قاله الضحاك . والثاني : أنه أبو سفيان استأجر معه يوم أُحد ألفين من الأحابيش ومنه كنانة

ليقاتل بهم رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، سوى من انحاز إليه من العرب ، قاله سعيد ومجاهد والحكم بن عيينة ، وفي ذلك يقول كعب بن مالك :

وجئنا إلى موج من البحر وسطه

أحابيش منهم حاسرٌ ومقنع

ثلاثة آلافٍ ونحن نَصِيَّة

ثلاثُ مئينٍ إن كثرنا فأربع

{ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيهِم حَسْرَةً } يحتمل وجهين :

أحدهما : يكون إنفاقها عليهم حسرة وأسفاً عليها .

والثاني : تكون خيبتهم فيما أملوه من الظفر عليهم حسرة تحذرهم بعدها .

{ ثُمَّ يُغْلَبُونَ } وعد بالنصر فحقق وعده .

﴿ ٣٦