٣٧

قوله عز وجل { لِيَمِيزَ اللّه الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } فيه وجهان :

أحدهما : الحلال من الحرام .

الثاني : الخبيث ما لم تخرج منه حقوق اللّه تعالى ، والطيب : ما أخرجت منه حقوق اللّه تعالى .

يحتمل ثالثاً : أن الخبيث : ما أنفق في المعاصي ، والطيب : ما أنفق في الطاعات .

{ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ } أي يجمعه في الآخرة وإن تفرق في الدنيا { فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً } أي يجعل بعضه فوق بعض ، ومنه

قوله تعالى : { ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً } " [ النور : ٤٣ ] .

وفي قوله تعالى { فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ } وإن كانت الأموال لا تعذّب وجهان :

أحدهما : أن يجعلها عذاباً في النار يعذبون بها ، كما قال تعالى : { يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ } " [ التوبة : ٣٥ ] الآية .

الثاني : أنه يجعل أموالهم معهم في جهنم لأنهم استطالوا بها وتقووا على معاصي اللّه فجعلها معهم في الذل والعذاب كما كانت لهم في الدنيا عزاً ونعيماً .

﴿ ٣٧