٥٩

ولا يحسبن الذين . . . . .

قوله عز وجل { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ } فيه خمسة أقاويل :

أحدها : أن القوة ذكور الخيل ، ورباط الخيل إناثها ، وهذا قول عكرمة .

والثاني : القوة السلاح ، قاله الكلبي .

والثالث : القوة التصافي واتفاق الكلمة .

والرابع : القوة الثقة باللّه تعالى والرغبة إليه .

والخامس : القوة الرمي . روى يزيد بن أبي حبيب عن أبي عليّ الهمزاني عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) يقول على المنبر : { { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّن قوة } أَلاَ إِنَّ القُوةَ الرميُ } قالها ثلاثاً .

{ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ } على قول عكرمة إناثها خاصة ، وعلى قول الجمهور على العموم الذكور والإناث .

وقد روى عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { ارتبطوا الخيل فَإِنَّ ظُهُورَهَا لَكُم عِزٌّ ، وَأَجْوَافَهَا لَكُم كَنزٌ } . { تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللّه وَعَدُوَّكُمْ } فيه وجهان :

أحدهما : عدو اللّه بالكفر وعدوكم بالمباينة .

والثاني : عدو اللّه هو عدوكم لأن عدو اللّه عدو لأوليائه . والإرهاب : التخويف .

{ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمْ اللّه يَعْلَمُهُمْ } فيه خمسة أقاويل :

أحدها : هم بنو قريظة ، قاله مجاهد .

والثاني : أهل فارس والروم قاله السدي .

والثالث : المنافقون ؛ قاله الحسن وابن زيد .

والرابع : الشياطين ، قاله معاذ بن جبل .

والخامس : كل من لا تعرفون عداوته ، قاله بعض المتأخرين .

﴿ ٥٩