١٠١قوله عز وجل : { وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأعْرابِ مُنَافِقُونَ } يعني حوله المدينة : قال ابن عباس : مزينة وجهينة وأسلم وغِفار وأشجع كان فيهم بعد إٍسلامهم منافقون كما كان من الأنصار لدخول جميعهم تحت القدرة فتميزوا بالنفاق وإن عمتهم الطاعة . { وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أقاموا عليه ولم يتوبوا منه ، قاله عبد الرحمن بن زيد . الثاني : مردوا عليه أي عتوا فيه ، ومنه قوله عز وجل { وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } " [ النساء : ١١٧ ] . الثالث : تجردوا فيه فظاهروا ، مأخوذ منه تجرد خد الأمرد لظهوره وهو محتمل . { لاَ تَعْلَمُهُمْ } فيه وجهان : أحدهما : لا تعلمهم حتى نعلمك بهم . الثاني : لا تعلم أنت عاقبة أمورهم وإنما نختص نحن بعلمها ، وهذا يمنع أن يحكم على أحد بجنة أو نار . { سَنُعَذِّبُهُمْ مَّرَّتَيْنِ } فيه أربعة أوجه : أحدهما : أن أحد العذابين الفضيحة في الدنيا والجزع من المسلمين ، والآخر عذاب القبر ، قاله ابن عباس . والثاني : أن أحدهما عذاب الدنيا والآخر عذاب الآخرة ، قاله قتادة . والثالث : أن أحدهما الأسر والآخر القتل ، قاله ابن قتيبة . والرابع : أن أحدهما الزكاة التي تؤخذ منهم والآخر الجهاد الذي يؤمرون به لأنهم بالنفاق يرون ذلك عذاباً . قال الحسن . { ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدهما : أنه عذاب النار في الآخرة . الثاني : أنه إقامة الحدود في الدنيا . الثالث : إنه أخذ الزكاة منهم . |
﴿ ١٠١ ﴾