١١١إن اللّه اشترى . . . . . قوله عز وجل { إِنَّ اللّه اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ } اشترى أنفسهم بالجهاد ، { وَأَمْوَالَهُمْ } يحتمل وجهين : أحدهما : نفقاتهم في الجهاد . والثاني : صدقاتهم على الفقراء . { بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ } قال سعيد بن جبير : يعني الجنة ، وهذا الكلام مجاز معناه أن اللّه تعالى أمرهم بالجهاد بأنفسهم وأموالهم ليجازيهم بالجنة ، فعبر عنه بالشراء لما فيه من عوض ومعوض مضار في معناه ، ولأن حقيقة الشراء لما لا يملكه المشتري . { يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّه } لأن الثواب على الجهاد إنما يستحق إذا كان في طاعته ولوجهه . { فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ } يعني أن الجنة عوض عن جهادهم سواء قَتَلُوا أو قُتِلُوا . فروى جابر بن عبد اللّه الأنصاري أن هذه الآية نزلت على رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) وهو في المسجد فكبّر الناس ، فأقبل رجل من الأنصار ثانياً طرف ردائه على أحد عاتقيه فقال : يا رسول اللّه أنزلت هذه الآية ؟ فقال : نَعَم ، فقال الأنصاري : بيع ربيح لا نقبل ولا نستقبل . وقال بعض الزهاد : لأنه اشترى الأنفس الفانية بالجنة الباقية . |
﴿ ١١١ ﴾