١١٣قوله عز وجل : { مَا كَانَ لِلنَّبِيّ وَالَّذِينَ ءَآمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى } اختلف في سبب نزولها على ثلاثة أقاويل : أحدها : ما روى مسروق عن ابن مسعود قال : خرج رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) إلى المقابر فاتبعناه فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلاً ثم بكى فبكينا لبكائه ، ثم قام ، فقام إليه عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ، فدعاه ثم دعانا فقال : { مَا أَبْكَاكُم ؟ } قلنا : بكينا لبكائك ، قال : { إن القبر الذي جلست عنده قبر آمِنَةَ وَإِنِّي اسْتَأْذَنتُ رَبِّي فِي زيَارَتِهَا فَأَذِنَ لِي ، وَإِنِّي استَأْذَنتُ رَبِّي فِي الدُّعَاءِ لَهَا فَلَمْ يَأْذَن لِي ، وَأَنزَلَ اللّه عَلَيَّ : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ ءَآمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُربَى } الآية . { فأخذني ما يأخذ الولد للوالد ، وكنتُ نَهَيتُكُم عن زِيَارَةِ القُبُورِ فَزُورُوهَا فإنها تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ } { والثاني : أنها نزلت في أبي طالب ، روى سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) وعنده أبو جهل وعبد اللّه بن أبي أمية فقال ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { أَي عَمِّ قُلْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللّه كَلِمَةٌ أُحَاج لَكَ بِهَا عِندَ اللّه } فقال أبو جهل وعبد اللّه بن أمية : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فكان آخر شيء كلمهم به أن قال : أنا على ملة عبد المطلب . فقال النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنكَ } فنزلت { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ ءَآمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلمُشْرِكِينَ } الآية . والثالث : أنها نزلت فيما رواه أبو الخليل عن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال : سمعت رجلاً يستغفر لأبويه وهما مشركان ، فقلت : تستغفر لأبويك وهما مشركان ؟ قال : أو لم يستغفر إبراهيم لأبويه ؟ فذكرته للنبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، فنزلت { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ ءآمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ } . |
﴿ ١١٣ ﴾