٤٩قوله عز وجل : { ثم يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث الناس } فيه وجهان : أحدهما : يغاثون بنزول الغيث ، قاله ابن عباس . الثاني : يغاثون بالخصب ، حكاه ابن عيسى . { وفيه يعصرون } فيه خمسة تأويلات : أحدها : يعصرون العنب والزيتون من خصب الثمار ، قاله مجاهد وقتادة . الثاني : أي فيه يجلبون المواشي من خصب المراعي ، قاله ابن عباس . الثالث : يعصرون السحاب بنزول الغيث وكثرة المطر ، من قوله تعالى { وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجَّاجاً } " [ النبأ : ١٤ ] . قاله عيسى بن عمر الثقفي . الرابع : تنجون ، مأخوذ من العُصْرة وهي المنجاة ، قاله أبو عبيدة والزجاج ، ومنه قول الشاعر : صادياً يستغيث غير مغاث ولقد كان عُصْرَة المنجود الخامس : تحسنون وتفضلون ، ومنه قول الشاعر : لو كان في أملاكنا ملك يعصر فينا مثل ما تعصر أي يحسن : وهذا القول من يوسف غير متعلق بتأويل الرؤيا وإنما هو استئناف خبر أطلقه اللّه تعالى عليه من آيات نبوته . |
﴿ ٤٩ ﴾