٦٢قوله عز وجل : { وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم } قرأ حمزة والكسائي وحفص { لفتيانه } وفيهم قولان : أحدهما : أنهم غلمانه ، قاله قتادة . الثاني : أنهم الذين كالوا لهم الطعام ، قاله السدي . وفي بضاعتهم قولان : أحدهما : أنها وَرِقهم التي ابتاعوا الطعام بها . الثاني : أنها كانت ثمانية جُرُب فيها سويق المقل ، قاله الضحاك . وقال بعض العلماء : نبه اللّه تعالى برد بضاعتهم إليهم على أن أعمال العباد تعود إليهم فيما يثابون إليه من الطاعات ويعاقبون عليه من المعاصي . { لعلهم يعرفونها } أي ليعرفوها . { وإذا انقلبوا إلى أهلهم } يعني رجعوا إلى أهلهم ، ومنه قوله تعالى { فانقلبوا بنعمة من اللّه } " [ آل عمران : ١٧٤ ] . { لعلهم يرجعون } أي ليرجعوا . فإن قيل : فلم فعل ذلك يوسف ؟ قيل : يحتمل أوجهاً خمسة : أحدها : ترغيباً لهم ليرجعوا ، على ما صرّح به . الثاني : أنه علم منهم لا يستحلّون إمساكها ، وأنهم يرجعون لتعريفها . الثالث : ليعلموا أنه لم يكن طلبه لعودهم طمعاً في أموالهم . الرابع : أنه خشي أن لا يكون عند أبيه غيرها للقحط الذي نزل به . الخامس : أنه تحرج أن يأخذ من أبيه وإخوته ثمن قوتهم مع شدة حاجتهم . |
﴿ ٦٢ ﴾