٧

قوله عز وجل : { وإذ تأذن ربُّكم } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : معناه وإذ سمع ربكم ، قاله الضحاك .

الثاني : وإذا قال ربكم ، قاله أبو مالك .

الثالث : معناه وإذ أعلمكم ربكم ، ومنه الأذان لأنه إعلام ، قال الشاعر :

فلم نشعر بضوء الصبح حتى

سَمِعْنا في مجالِسنا الأذينا

{ لئن شكرتم لأزيدنكم } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي ، قاله الربيع .

الثاني : لئن شكرتم نعمتي لأزيدنكم من طاعتي ، قاله الحسن وأبو صالح .

الثالث : لئن وحّدتم وأطعتم لأزيدنكم ، قاله ابن عباس .

ويحتمل تأويلاً رابعاً : لئن آمنتم لأزيدنكم من نعيم الآخرة إلى نعيم الدنيا .

وسُئِل بعض الصلحاء على شكر اللّه تعالى ، فقال : أن لا تتقوى بنِعَمِهِ على معاصيه . وحكي أنَّ داود عليه السلام قال : أي ربِّ كيف أشكرك وشكري لك نعمة مجددة منك عليّ ؟ قال : { يا داود الآن شكرتني } .

{ ولئن كفرتم إن عذابي لشديدٌ } وعد اللّه تعالى بالزيادة على الشكر ، وبالعذاب على الكفر .

﴿ ٧