٧

يا أيها الناس . . . . .

قوله عز وجل : { يَأَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنْتُم فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ } يعني آدم .

{ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } يعني ولده .

{ ثُمَّ مِن عَلَقَةٍ } يعني أن النطفة تصير في الرحم علقة .

{ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ } يعني أن العلقة تصير مضغة ، وذلك مقدار ما يمضع من اللحم .

{ مُّخَلَّقَةٍ وَغِيْرِ مُخَلَّقَةٍ } فيه أربعه تأويلات

 أحدها : أن المخلقة ما صار خلقاً ، وغير مخلقة ما دفعته الأرحام من النطف فلم يصير خلقاً ، وهو قول ابن مسعود .

والثاني : معناه تامة الخلق وغير تامة الخلق ، وهذا قول قتادة .

والثالث : معناه مصورة وغير مصورة كالسقط ، وهذا قول مجاهد .

والرابع : يعني التام في شهوره ، وغير التام ، قاله الضحاك ، قال الشاعر :

أفي غير المخلقة البكاءُ

فأين العزم ويحك والحَياءُ

{ لِّنُبيِّنَ لَكُمْ } يعني في القرآن بدء خلقكم وتنقل أحوالكم

. { وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلّى أَجَلٍ مُّسَمًّى } قال مجاهد : إلى التمام

. { ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُواْ أَشُدَّكُمْ } وقد ذكرنا عدد الأشُدّ

. { وَمِنْكُم مَّن يُتَوَفّى } فيه وجهان

: أحدهما : يعني قبل أن تبلغ إلى أرذل العمر .

والثاني : قبل بلوغ الأَشُدّ .

{ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ } فيه ثلاثة أوجه

 أحدها : الهرم ، وهو قول يحيى بن سلام .

والثاني : إلى مثل حاله عند خروجه من بطن أمّه ، حكاه النقاش .

والثالث : ذهاب العقل ، قاله اليزيدي .

{ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً } فيه وجهان

: أحدهما : لا يستفيد علماً ما كان به عالماً .

الثاني : لا يعقل بعد عقله الأول شيئاً .

ويحتمل عندي وجهاً ثالثاً : أنه لا يعمل بعد علمه شيئاً ، فعبر عن العمل بالعلم [ لافتقاره إليه لأن تأثير الكبر في العمل أبلغ من تأثيره في العلم ] .

{ وتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً } فيه ثلاثة تأويلات

 أحدها : غبراء ، وهذا قول قتادة .

والثاني : يابسة لا تنبت شيئاً ، وهذا قول ابن جريج .

والثالث : أنها الدراسة ، والهمود : الدروس ، ومنه قول الأعشى :

قالت قتيلة ما لجسمك شاحباً

وأرى ثيابك باليات همَّدا

{ فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } وفي { اهْتَزَّتْ } وجهان :

أحدهما : معناه أنبتت ، وهو قول الكلبي .

والثاني : معناه اهتز نباتها واهتزازه شدة حركته ، كما قال الشاعر :

تثني إذا قامت وتهتز إن مشت

كما اهتز غُصْن البان في ورق خضرِ

{ وَرَبَتْ } وجهان

: أحدهما : معناه أضعف نباتها .

والثاني : معناه انتفخت لظهور نباتها ، فعلى هذا الوجه يكون مقدماً ومؤخراً وتقديره : فإذا أنزلنا عليها الماء رَبتْ واهتزت ، وهذا قول الحسن وأبي عبيدة ، وعلى الوجه الأول لا يكون فيه تقديم ولا تأخير .

{ وَأَنْبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } فيه وجهان

: أحدهما : يعني من كل نوع ، وهو قول ابن شجرة .

والثاني : من كل لون لاختلاف ألوان النبات بالخضرة والحمرة والصفرة .

{ بَهِيجٍ } يعني حسن الصورة .

﴿ ٥