١١قوله عز وجل : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللّه عَلَى حَرْفٍ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : يعني على وشك وهو قول مجاهد ، لكونه منحرفاً بين الإِيمان والكفر . والثاني : على شرط ، وهو قول ابن كامل . والثالث : على ضعف في العبادة كالقيام على حرف ، وهو قول علي بن عيسى . ويحتمل عندي تأويلاً رابعاً : أن حرف الشي بعضه ، فكأنه يعبد اللّه بلسانه ويعصيه بقلبه . { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ } وهذا قول الحسن . الثاني : أن ذلك نزل في بعض قبائل العرب وفيمن حول المدينة من أهل القرى ، كانوا يقولون : نأتي محمداً فإن صادفنا خيراً اتبعناه ، وإلا لحقنا بأهلنا ، وهذا قول ابن جريج ، فأنزل اللّه تعالى : { فإِنْ أَصَابَهُ خَيرٌ اطْمَأنَّ بِهِ } . ويحتمل وجهين آخرين : أحدهما : اطمأن بالخير إلى إيمانه . الثاني : اطمأنت نفسه إلى مقامه . { وَإِن أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ } أي محنة في نفسه أو ولده أو ماله . { انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ } يحتمل عندي وجهين : أحدهما : رجع عن دينه مرتداً . الثاني : رجع إلى قومه فزعاً . { خَسِرَ الدُّنْيَا والآخرة } خسر الدنيا بفراقه ، وخسر الآخرة بنفاقه . { ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانِ الْمُبِينُ } أي البيِّن لفساد عاجله وذَهَاب آجله |
﴿ ١١ ﴾