٣٢قوله تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً } في قائل ذلك من الكفار قولان : أحدهما : أنهم كفار قريش ، قاله ابن عباس . الثاني : أنهم اليهود حين رأوا نزول القرآن مفرقاً ، قالوا : هلا أُنزِل عليه جملة واحدة ، كما أنزلت التوراة على موسى . { كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } فيه وجهان : أحدهما : لنشجع به قلبك ، لأنه معجز يدل على صدقك ، وهو معنى قول السدي . الثاني : معناه كذلك أنزلناه مفرقاً لنثبته في فؤادك . وفيه وجهان : أحدهما : لأنه كان أمياً ولم ينزل القرآن عليه مكتوباً ، فكان نزوله مفرقاً أَثبتَ في فؤاده ، وأَعلَقَ بقلبه . الثاني : لنثبت فؤادك باتصال الوحي ومداومة نزول القرآن ، فلا تصير بانقطاع الوحي مستوحشاً . { وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } فيه خمسة تأويلات أحدها : ورسلناه ترسيلاً ، شيئاً بعد شيء ، قاله ابن عباس . الثاني : وفرقناه تفريقاً ، قاله إبراهيم . الثالث : وفصلناه تفصيلاً ، قاله السدي . الرابع : وفسرناه تفسيراً ، قاله ابن زيد . الخامس : وبينَّاه تبييناً ، قاله قتادة . روي عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { يَا ابْنَ عَبَّاسِ إِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَرِتّلْهُ تَرْتِيلاً } فقلت وما الترتيل ؟ ، قال : { بَيِّنْهُ تَبْييناً وَلاَ تَبْتُرْهُ بَتْرَ الدقلِ ، وَلاَ تهذه هذّ الشِّعرِ وَلاَ يَكُونُ هَمَّ أَحدِكُم آخِرَ السُّورَةِ } . |
﴿ ٣٢ ﴾