١٨

قوله تعالى : { قَدْ يَعْلَمُ اللّه الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ } يعني المثبطين من المنافقين ، قيل إنهم عبد اللّه بن أُبي وأصحابه .

{ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِليْنَا } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنهم المنافقون قالوا للمسلمين ما محمد إلا أكلة رأس وهو هالك ومن معه فهلم إلينا .

الثاني : أنهم اليهود من بني قريظة قالوا لإخوانهم من المنافقين هلم إلينا أي تعالوا إلينا وفارقوا محمداً فإنه هالك وإن أبا سفيان إن ظفر لم يبق منكم أحداً .

الثالث : ما حكاه ابن زيد أن رجلاً من أصحاب النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) انصرف من عنده يوم

الأحزاب فوجد أخاه بين يديه شواء ورغيف فقال : أنت هكذا ورسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) بين الرماح والسيوف ، فقال له أخوه كان من أبيه وأمه . هلّم إليّ قد تُبع بك وبصاحبك أي قد أحيط بك وبصاحبك ، فقال له : كذبت واللّه لأخبرنه بأمرك وذهب إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ليخبره فوجده قد نزل عليه جبريل عليه السلام ب

قوله تعالى : { قَدْ يَعْلَمُ اللّه المُعَوِّقينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا } .{ وَلاَ يَأْتُونَ البَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً } فيه وجهان

: أحدهما : لا يحضرون القتال إلا كارهين وإن حضروه كانت أيديهم مع المسلمين وقلوبهم مع المشركين قاله قتادة .

الثاني : لا يشهدون القتال إلا رياء وسمعة ، قاله السدي ، وقد حكي عن الحسن في

قوله تعالى : { وَلاَ يَذْكُرُونَ إلاَّ قَلِيلاً } إنما قل لأنه كان لغير اللّه عز وجل .

﴿ ١٨