١٩

قوله تعالى : { أَشِحَّةً عَلَيكُمْ } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : أشحة بالخير ، قاله مجاهد .

الثاني : بالقتال معكم ، قاله ابن كامل .

الثالث : بالغنائم إذا أصابوها ، قاله السدي .

الرابع : أشحة بالنفقة في سبيل اللّه ، قاله قتادة .

{ فَإِذَا جَآءَ الْخَوفُ } فيه قولان :

أحدهما : إذا جاء الخوف من قتال العدو إذا أقبل ، قاله السدي .

الثاني : الخوف من النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) إذا غلب ، قاله ابن شجرة .

{ رَأيْتُهُمْ يَنْظُرُونَ إِليَكَ } خوفاً من القتال على القول الأول ، ومن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) على القول الثاني .

{ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيهِ مِنَ الْمَوتِ } يحتمل وجهين :

أحدهما : تدور أعينهم لذهاب عقولهم حتى لا يصح منهم النظر إلى جهة .

الثاني : تدور أعينهم لشدة خوفهم حذراً أن يأتيهم القتل من كل جهة .

{ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } فيه وجهان :

أحدهما : أي رفعوا أصواتهم عليكم بألسنة حداد أي شديدة ذربة ، ومنه قول النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { لَعَنَ اللّه السَّالِقَةَ وَالخَارِقَةُ وَالحَالِقَةَ } يعني بالسالقة التي ترفع صوتها بالنياحة والخارقة التي تخرق ثوبها في المصيبة وبالحالقة التي تحلق شعرها .

الثاني : معناه آذوكم بالكلام الشديد . والسلق الأذى ، قاله ابن قتيبة . قال الشاعر :

ولقد سلقن هوازنا

بنواهلٍ حتى انحنينا

وقال الخليل : سلقته باللسان إذا أسمعته ما يكره وفي سلقهم بألسنةٍ حداد وجهان :

أحدهما : نزاعاً في الغنيمة ، قاله قتادة .

الثاني : جدالاً عن أنفسهم ، قاله الحسن .

{ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : على قسمة الغنيمة ، قاله يحيى بن سلام .

الثاني : على المال ينفقونه في سبيل اللّه ، قاله السدي .

الثالث : على النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) بظفره .

{ أَوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ } يعني بقلوبهم .

{ فَأَحْبَطَ اللّه أَعْمَالَهُمْ } يعني حسناتهم أن يثابوا عليها لأنهم لم يقصدوا وجه اللّه تعالى بها .

{ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّه يَسِيراً } فيه وجهان :

أحدهما : وكان نفاقهم على اللّه هيناً .

الثاني : وكان إحباط عملهم على اللّه هيناً .

﴿ ١٩