٢١قوله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُوُلِ اللّه أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللّه وَالْيَوْمَ الآخِرَ } فيه وجهان : أحدهما : أي مواساة عند القتال ، قاله السدي . الثاني : قدوة حسنة يتبع فيها ، والأسوة الحسنة المشاركة في الأمر يقال هو مواسيه بماله إذا جعل له نصيباً . وفي المراد بذلك وجهان : أحدهما : الحث على الصبر مع النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) في حروبه . الثاني : التسلية لهم فيما أصابهم فإن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) شُج وكُسِرَت رباعيته وقتل عمه حمزة . { لِمَن كَانَ يَرْجُواْ اللّه وَالْيَوْمَ الآخِر } فيه وجهان : أحدهما : لمن كان يرجو ثواب اللّه في اليوم الآخر قاله ابن عيسى . الثاني : لمن كان يرجوا اللّه بإيمانه ويصدق بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ، قاله ابن جبير . { وَذَكَرَ اللّه كَثِيراً } يحتمل وجهين : أحدهما : أي استكثر من العمل بطاعته تذكراً لأوامره . الثاني : أي استكثر من ذكر اللّه خوفاً من عقابه ورجاء لثوابه واختلف فيمن أريد بهذا الخطاب على قولين : أحدهما : المنافقون عطفاً عل ما تقدم من خطابهم . الثاني : المؤمنون لقوله : { لِمَن كَانَ يَرْجُواْ اللّه وَالْيَوْمَ الآخِرَ } . واختلف في هذه الأسوة بالرسول هل هي على الإِيجاب أو على الاستحباب على قولين : أحدهما : على الإيجاب حتى يقوم دليل علىالاستحباب . الثاني : على الاستحباب حتى يقول دليل على الإيجاب . ويحتمل أن يحمل على الإيجاب في أمور الدين ، وعلى الاستحباب في أمور الدنيا . |
﴿ ٢١ ﴾