٩

قوله عز وجل : { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ } فيه وجهان :

أحدهما : معناه ألم ينظروا إلى السماء والأرض كيف أحاطت بهم ؟ لأنك إن نظرت عن يمينك أو شمالك ، أو بين يديك أو خلفك رأيت السماء والأرض ، قاله قتادة ، إذكاراً لهم بقدرة اللّه تعالى عليهم وإحاطتها بهم ، لأنهم ، لا يرون لأوليتهما ابتداء ولا لآخرتهما انتهاء ، وإن بعدوا شرقاً وغرباً .

الثاني : يعني { مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } فمن أهلكهم اللّه تعالى من الأمم الماضية في أرضه { وَمَا خَلْفَهُم } من أمر الآخرة في سمائه ، قاله أبو صالح .

{ إن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ } يعني كما خسفنا بمن كان قبلهم .

{ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَآءِ } فيه وجهان :

أحدهما : أن الكسف العذاب قاله السدي .

الثاني : قطعاً من السماء ليعلموا أنه قادر على أن يعذب بسمائه إن شاء ويعذب بأرضه إن شاء ، وكل خلقه له جند ، قاله قتادة .

{ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } فيه أربعة تأويلات

 أحدها : أنه المجيب ، قاله مجاهد وعطاء .

الثاني : أنه المقبل بتوبته ، قاله قتادة ، قال الشاعر :

أناب إلى قولي فأصبحت مرصداً

له بالمكافأة المنيبة والشكر

الثالث : أنه المستقيم إلى ربه ، وهو قول الضحاك

. الرابع : أنه المخلص للتوحيد ، حكاه النقاش .

﴿ ٩