١١

قوله عز وجل : { قالوا ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : أنه خلقهم أمواتاً في أصلاب آبائهم ، ثم أحياهم بإخراجهم ثم أماتهم عند انقضاء آجالهم ، ثم أحياهم للبعث ، فهما ميتتان إحداهما في أصلاب الرجال ، الثانية في الدنيا ، وحياتان : إحداهما في الدنيا والثانية في الآخرة ، قاله ابن مسعود وقتادة .

الثاني : أن اللّه أحياهم حين أخذ عليهم الميثاق في ظهر آدم قوله { وإذ أخذ رَبُكَ مِن ابني آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذرِيتَهُمْ } " [ الأعراف : ١٧١ ] الآية . ثم إن اللّه أماتهم بعد أخذ الميثاق عليهم ، ثم أحياهم حين أخرجهم ، ثم أماتهم عند انقضاء آجالهم ، ثم أحياهم للبعث فتكون حياتان وموتتان في الدنيا وحياة في الآخرة ، قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم .

الثالث : أن اللّه أحياهم حين خلقهم في الدنيا ، ثم أماتهم فيها عند انقضاء أجالهم ، ثم أحياهم في قبورهم للمساءلة ، ثم أماتهم إلى وقت البعث . ثم أحياهم للعبث ، قاله السدي .

{ فاعترفنا بذنوبنا } أنكروا البعث في الدنيا وأن يحيوا بعد الموت ، ثم اعترفوا في الآخرة بحياتين بعد موتتين .

{ فهل إلى خروج مِن سبيل } فيه وجهان :

أحدهما : فهل طريق نرجع فيها إلى الدنيا فنقر بالبعث ، وهو معنى قول قتادة .

الثاني : فهل عمل نخرج به من النار ، ونتخلص به من العذاب ؟ قاله الحسن .

وفي الكلام مضمر تقديره : لا سبيل إلى الخروج .

قوله عز وجل : { ذلكم بأنه إذا دُعي اللّه وحده كفرتم } أي كفرتم بتوحيد اللّه .

{ وإن يُشرك به تؤمنوا } فيه وجهان :

أحدهما : معناه تصدقوا من أشرك به ، قاله النقاش .

الثاني : تؤمنوا بالأوثان ، قاله يحيى بن سلام .

﴿ ١١