١١

قوله عز وجل : { ثم استوى إلى السماء وهي دخان } فيه وجهان :

أحدهما : عمد إلى السماء ، قاله ابن عيسى .

الثاني : استوى أمره إلى السماء ، قاله الحسن .

{ فقال لها واللأرض ائتيا طوْعاً أو كرهاً } فيه قولان

: أحدهما : أنه قال ذلك قبل خلقها ، ويكون معنى ائتيا اي كونا فكانتا كما قال تعالى { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كُن فيكون } قاله ابن بحر .

الثاني : قول الجمهور أنه قال ذلك لهما بعد خلقهما .

فعلى هذا يكون في معناها أربع تأويلات :

أحدها : معناه أعطيا الطاعة في السير المقدر لكما طوعاً أو كرهاً أي اختياراً أو إجباراً قاله سعيد بن جبير . الثاني : ائتيا عبادتي ومعرفتي طوعاً أو كرهاً باختيار أو غير اختيار .

الثالث : ائتيا بما فيكما طوعاً أو كرهاً ، حكاه النقاش .

الرابع : كونا كما أمرت من شدة ولين ، وحزن وسهل ومنيع وممكن ، قاله ابن بحر .

وفي قوله { لَهَا } وجهان :

أحدهما : أنه قول تكلم به .

الثاني : أنها قدرة منه ظهرت لهما فقام مقام الكلام في بلوغ المراد { قالتا أتينا طائعين } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : معناه أعطينا الطاعة ، رواه طاووس .

الثاني : أتينا بما فينا . قال ابن عباس : أتت السماء بما فيها من الشمس والقمر والنجوم ، وأتت الأرض بما فيها من الأشجار والأنهار والثمار .

الثالث : معناه كما أراد اللّه أن نكون ، قاله ابن بحر . وفي قولهما وجهان :

أحدهما : أنه ظهور الطاعة منهما قائم مقام قولهما .

الثاني : أنهما تكلمتا بذلك . قال أبو النصر السكسكي : فنطق من الأرض موضع الكعبة ونطق من السماء ما بحيالها فوضع اللّه فيها حرمه .

﴿ ١١