٣٠قوله عز وجل : { إن الذين قالوا ربنا اللّه } قال ابن عباس : وحّدوا اللّه تعالى . { ثم استقاموا } فيه خمسة أوجه : أحدها : ثم استقاموا على أن اللّه ربهم وحده ، وهو قول أبي بكر رضي اللّه عنه ومجاهد . الثاني : استقاموا على طاعته وأداء فرائضه ، قاله ابن عباس والحسن وقتادة . الثالث : على إخلاص الدين والعلم إلى الموت ، قاله أبو العالية والسدي . الرابع : ثم استقاموا في أفعالهم كما استقاموا في أقوالهم . الخامس : ثم استقاموا سراً كما استقاموا جهراً . ويحتمل سادساً : أن الاستقامة أن يجمع بين فعل الطاعات واجتناب المعاصي لأن التكليف يشتمل على أمر بطاعة تبعث على الرغبة ونهي عن معصية يدعو إلى الرهبة . { تتنزل عليهم الملائكة } فيه قولان : أحدهما : تتنزل عليهم عند الموت ، قاله مجاهد وزيد بن أسلم . الثاني : عند خروجهم من قبورهم للبعث ، قاله ثابت ومقاتل . { ألا تخافوا ولا تحزنوا } فيه تأويلان : أحدهما : لا تخافوا أمامكم ولا تحزنوا على ما خلفكم ، قاله عكرمة . الثاني : لا تخافوا ولا تحزنوا على أولادكم . وهذا قول مجاهد . { وأبشروا بالجنة } الآية . قيل إن بشرى المؤمن في ثلاثة مواطن : أحدها عند الموت ، ثم في القبر ، ثم بعد البعث . |
﴿ ٣٠ ﴾