١٣

قوله عز وجل : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً } وفي { شَرَعَ لَكُم } أربعة أوجه :

أحدها : سن لكم .

الثاني : بيَّن لكم .

الثالث : اختار لكم ، قاله الكلبي .

الرابع : أوجب عليكم .

{ مِنَ الدِّينِ } يعني الدين ومن زائدة في الكلام .

وفي { مَا وَصَّى بِهِ نوحاً } وجهان :

أحدهما : تحريم الأمهات والبنات والأخوات ، لأنه أول نبي أتى أمته بتحريم . ذلك ، قاله الحكم .

الثاني : تحليل الحلال وتحريم الحرام ، قاله قتادة .

{ وَالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ } فيه وجهان :

أحدهما : اعملوا به ، قاله السدي .

الثاني : ادعوا إليه . قال مجاهد : دين اللّه في طاعته وتوحيده واحد .

ويحتمل وجهاً ثالثاً : جاهدوا عليه من عانده .

{ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ } وفيه وجهان

: أحدهما : لا تتعادوا عليه ، وكونوا عليه إخواناً ، قاله أبو العالية .

الثانية : لا تختلفوا فيه فإن كل نبي مصدق لمن قبله ، قاله مقاتل .

{ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ } قاله قتادة : من شهادة أن لا إله إلا اللّه. ويحتمل أن يكون من الاعتراف بنبوته ، لأنه عليهم أشد وهم منه أنفر .

{ اللّه يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ } الآية . فيه وجهان

: أحدهما : يجتبي إليه من يشاء هو من يولد على الإسلام .

{ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ } هو من يسلم من الشرك ، قاله الكلبي

. الثاني : يستخلص إليه من يشاء . قاله مجاهد ويهدي إليه من يقبل على طاعته ، قاله السدي .

﴿ ١٣