٢٠قوله عز وجل : { وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ في حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا } يحتمل أربعة أوجه : أحدها : معناه أذهبتم طيباتكم في الآخرة بمعاصيكم في الدنيا . الثاني : ألهتكم الشهوات عن الأعمال الصالحة . الثالث : أذهبتم لذة طيباتكم في الدنيا بما استوجبتموه من عقاب معاصيكم في الآخرة . الرابع : معناه اقتنعتم بعاجل الطيبات في الدنيا بدلاً من آجل الطيبات في الآخرة . وروى الحسن عن الأحنف بن قيس أنه سمع عمر بن الخطاب يقول : لأنا أعلم بخفض العيش ، ولو شئت لجعلت أكباداً وأسنمة وصلاء وصناباً وسلائق ، ولكن أستبقي حسناتي ، فإن اللّه تعالى وصف قوماً فقال : { أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا } والصلاء ، والشواء ، والصناب الأصبغة والسلائق الرقاق العريض . وقال ابن بحر فيه تأويل خامس : أن الطيبات : الشباب والقوة ، مأخوذ من قولهم : ذهب أطيباه أي شبابه وقوته . ووجدت الضحاك قاله أيضاً . { وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا } يحتمل وجهين : أحدهما : بالدنيا . الثاني : بالطيبات . { فَالْيَوْمَ تُجْزَونَ عَذَابَ الْهُونِ } قال مجاهد : الهون الهوان . قال قتادة بلغة قريش . { بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيرِ الْحَقِّ } يحتمل ثلاثة أوجه : أحدها : تستعلون على أهلها بغير استحقاق . الثاني : تتغلبون على أهلها بغير دين . الثالث : تعصون اللّه فيها بغير طاعة . { وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ } يحتمل وجهين : أحدهما : تفسقون في أعمالكم بغياً وظلماً . الثاني : في اعتقادكم كفراً وشركاً . |
﴿ ٢٠ ﴾