٢

قوله عز وجل : { وَالَّذِينَ ءَامَنواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } فيهم قولان :

أحدهما : أنهم الأنصار ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنها نزلت خاصة في ناس من قريش ، قاله مقاتل .

وفي قوله : { وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } فيه قولان :

أحدهما : المواساة بمساكنهم وأموالهم ، وهذا قول من زعم أنهم الأنصار .

الثاني : الهجرة وهذا قول من زعم أنهم قريش .

{ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ } أي آمنوا بمحمد ( صلى اللّه عليه وسلم ) وبما أنزل عليه من القرآن .

{ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ } يحتمل وجهين

: أحدهما : أن إيمانهم هو الحق من ربهم .

الثاني : أن القرآن هو الحق من ربهم .

{ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيّئَاتِهِمْ } فيه وجهان

: أحدهما : سترها عليهم .

الثاني : غفرها بإيمانهم .

{ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } فيه أربعة أوجه

 أحدها : أصلح شأنهم ، قاله مجاهد .

الثاني : أصلح حالهم ، قاله قتادة .

الثالث : أصلح أمرهم ، قاله ابن عباس ، والثلاثة متقاربة وهي متأولة على إصلاح ما تعلق بدنياهم .

الرابع : أصلح نياتهم . حكاه النقاش ، ومنه قول الشاعر :

فإن تقبلي بالود أقبل بمثله

وإن تدبري أذهب إلى حال باليا

وهو على هذا التأويل محمول على إصلاح دينهم ، والبال لا يجمع لأنه أبهم إخوانه من الشأن والحال والأمر .

﴿ ٢