٤قوله عز وجل : { فَإذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ } فيهم هنا قولان : أحدهما : أنهم عبدة الأوثان ، قاله ابن عباس . الثاني : كل من خالف دين الإسلام من مشرك أو كتابي إذا لم يكن صاحب عهد ولا ذمة . وفي قوله : { فَضَرْبَ الرِّقَابِ } وجهان : أحدهما : ضرب أعناقهم صبراً عند القدرة عليهم . الثاني : أنه قتلهم بالسلاح واليدين ، قاله السدي . { حَتَّى إِذَآ أَثخَنُتُموهُمْ فَشُدُّواْ الْوَثَاقَ } يعني بالإثخان الظفر ، وبشد الوثاق الأسر . { فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً } في المَنِّ هنا قولان : أحدهما : أنه العفو والإطلاق كما من رسول اللّه صلى اللّه عليه على ثمامة بن أثال بعد أسره . الثاني : أنه العتق ، قاله مقاتل . فأما الفداء ففيه وجهان : أحدهما : أنه المفاداة على مال يؤخذ من أسير يطلق ، كما فادى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) في بدر كل أسير بأربعة آلاف درهم ، وفادى في بعض المواطن رجلاً برجلين . الثاني : أنه البيع ، قاله مقاتل . { حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا } فيه خمسة أوجه : أحدها : أن أوزار الحرب أثقالها ، والوزر الثقل ومنه وزير الملك لأنه يتحمل عنه الأثقال ، وأثقالها السلاح . الثاني : هو [ وضع ] سلاحهم بالهزيمة أو الموادعة ، قال الشاعر : وأعددت للحرب أوزارها رماحا طوالاً وخيلاً ذكوراً الثالث : حتى تضع الحرب أوزار كفرهم بالإسلام ، قاله الفراء . الرابع : حتى يظهر الإسلام على الدين كله ، وهو قول الكلبي . الخامس : حتى ينزل عيسى ابن مريم ، قاله مجاهد . ثم في هذه الآية قولان : أحدهما : أنها منسوخة بقوله : { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِم لَعَلَّهُمْ يَذَّكُرُونَ } " [ الأنفال : ٥٧ ] قاله قتادة . الثاني : أنها ثابتة الحكم ، وأن الإمام مخير في من أسره منهم بين أربعة أمور : أن يقتل ل قوله تعالى : { فَضَرْبَ الرِّقَابِ } ، أو يسترق لأن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) استرق العقيلي ، أو يَمُنُّ كما مَنَّ على ثمامة ، أو يفادي بمال أو أَسرى ، فإذا أسلموا أسقط القتل عنهم وكان في الثلاثة الباقية ، على خياره ، وهذا قول الشافعي . { ذلِك وَلَوْ يَشَآءُ اللّه لا نَتصَرَ مِنهُمْ } فيه وجهان : أحدهما : بالملائكة ، قاله الكلبي . الثاني : بغير قتال ، قاله الفراء . قوله عز وجل : { وَالَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّه } قراءة أبي عمرو وحفص ، قال قتادة : هم قتلى أحد . وقرأ الباقون { قَاتَلُواْ } . ( صلى اللّه عليه وسلم ) ; ( صلى اللّه عليه وسلم ) ; |
﴿ ٤ ﴾