١٦قوله عز وجل : { وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } هم المنافقون : عبد اللّه بن أُبيّ بن سلول ، ورفاعة بن التابوت ، وزيد بن الصليت ، والحارث بن عمرو ، ومالك بن الدخشم . وفيما يستمعونه قولان : أحدهما : أنهم كانوا يحضرون الخطبة يوم الجمعة فإذا سمعوا ذكر المنافقين فيها أعرضوا عنه ، فإذا خرجوا سألوا عنه ، قاله الكلبي ومقاتل . الثاني : أنهم كانوا يحضرون عند رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) مع المؤمنين ، فيسمعون منه ما يقول ، فيعيه المؤمن ولا يعيه المنافق . { حَتَّى إِذا خَرَجُواْ مِن عِندِكَ } أي من عند رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) . { قَالُواْ لِلَّذِينَ أوتُواْ الْعِلْمَ } فيهم أربعة أقاويل : أحدها : أنه عبد اللّه بن عباس ، قاله عكرمة . الثاني : عبد اللّه بن مسعود ، قاله عبد اللّه بن بريدة . الثالث : أبو الدرداء ، قاله القاسم بن عبد الرحمن . الرابع : أنهم الصحابة ، قاله ابن زيد . { مَاذَا قَالَ ءَانِفاً } هذا سؤال المنافقين للذين أُوتوا العلم إذا خرجوا من عند النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) . وفيه وجهان : أحدهما : يعني قريباً . الثاني : مبتدئاً . وفي مقصودهم بهذا السؤال وجهان : أحدهما : الإستهزاء بما سمعوه . الثاني : البحث عما جهلوه . |
﴿ ١٦ ﴾