سورة قمكية كلها في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر ، وقال ابن عباس وقتادة : إلا آية وهي قوله تعالى : { ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما } الآية . بسم اللّه الرحمن الرحيم ١ق والقرآن المجيد قوله عز وجل : { ق } فيه أربعة أوجه : أحدها : أنه اسم من أسماء اللّه تعالى أقسم بها ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه اسم من أسماء القرآن ، قاله قتادة . الثالث : أن معناه قضى واللّه ، كما قيل في حم : حم واللّه ، وهذا معنى قول مجاهد . الرابع : أنه اسم الجبل المحيط بالدنيا ، قاله الضحاك . قال مقاتل : وعروق الجبال كلها منه . ويحتمل خامساً : أن يكون معناه قف ؛ كما قال الشاعر : قلت لها قفي فقالت قاف . . . . . . . . . . . . أي وقفت . ويحتمل ما أريد بوقفه عليه وجهين : أحدهما : قف على إبلاغ الرسالة لئلا تضجر بالتكذيب . الثاني : قف على العمل بما يوحى إليك لئلا تعجل على ما لم تؤمر به . { وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ } فيه ثلاثة أوجه أحدها : أنه الكريم ، قاله الحسن . الثاني : أنه مأخوذ من كثرة القدرة والمنزلة ، لا من كثرة العدد من قولهم فلان كثير في النفوس ، ومنه قول العرب في المثل السائر : لها في كل الشجر نار ، واستجمد المرخ والعفار ، أي استكثر هذان النوعان من النار وزاد على سائر الشجر ، قاله ابن بحر . الثالث : أنه العظيم ، مأخوذ من قولهم قد مجدت الإبل إذا أعظمت بطونها من كلأ الربيع . { والْقُرْءَانِ المَجِيدِ } قسم أقسم اللّه به تشريفاً له وتعظيماً لخطره لأن عادة جارية في القسم ألا يكون إلا بالمعظم . وجواب القسم محذوف ويحتمل وجهين : أحدهما : هو أن محمداً رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) بدليل ٢قوله تعالى : { بَلْ عَجِبُواْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنهُمْ } . الثاني : أنكم مبعوثون بدليل قوله : { إِئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً } . قوله عز وجل : { بَلْ عَجِبُواْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنهُمْ } يعني محمداً ( صلى اللّه عليه وسلم ) . { فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيءٌ عَجِيبٌ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنهم عجبوا أن دعوا إلى إله واحد ، قاله قتادة . الثاني : عجبوا أن جاءهم منذر منهم ، من قبل اللّه تعالى . الثالث : أنهم عجبوا من إنذارهم بالبعث والنشور . ٣أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (٣) ٤قوله عز وجل : { قَدْ عَلمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُم } فيه وجهان : أحدهما : من يموت منهم ، قاله قتادة . الثاني : يعني ما تأكله الأرض من لحومهم وتبليه من عظامهم ، قاله الضحاك . { وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ } يعني اللوح المحفوظ . وفي حفيظ وجهان : أحدهما : حفيظ لأعمالهم . الثاني : لما يأكله التراب من لحومهم وأبدانهم وهو الذي تنقصه الأرض منهم . ٥قوله عز وجل : { بَلْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ . . . } الآية . الحق يعني القرآن في قول الجميع . { مَرِيجٍ } فيه أربعة أوجه : أحدها : أن المريج المختلط . قاله الضحاك . الثاني : المختلف ، قاله قتادة . الثالث : الملتبس ، قاله الحسن . الرابع : الفاسد ، قاله أبو هريرة . ومنه قول أبي دؤاد : مرج الدين فأعددت له مشرف الحارك محبوك الكتد ٦أفلم ينظروا إلى . . . . . قوله عز وجل : { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } فيه وجهان : أحدهما : من شقوق . الثاني : من فتوق ، قاله ابن عيسى إلا أن الملك تفتح له أبواب السماء عند العروج . ٧قوله عز وجل : { وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } أي بسطناها . { وَألْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ } يعني الجبال الرواسي الثوابت ، واحدها راسية قال الشاعر : رسا أصله تحت الثرى وسما به إلى النجم فرع لا ينال طويل { مِن كُلِّ زَوْجٍ } أي من كل نوع . { بَهِيجٍ } فيه وجهان : أحدهما : حسن ، مأخوذ من البهجة وهي الحسن . الثاني : سارّ مأخوذ من قولهم قد أبهجني هذا الأمر أي سرني ، لأن السرور يحدث في الوجه من الإسفار والحمرة ما يصير به حسناً . قال الشعبي : الناس نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ، ومن دخل النار فهو لئيم . ٨قوله عز وجل : { تَبْصِرَةً } فيها ثلاثة أوجه : أحدها : يعني بصيرة للإنسان ، قاله مجاهد . الثاني : نعماً بصر اللّه بها عباده ، قاله قتادة . الثالث : يعني دلالة وبرهاناً . { وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ } فيه ثلاثة أوجه أحدها : أن المنيب المخلص ، قاله السدي . الثاني : أنه التائب إلى ربه ، قاله قتادة . الثالث : أنه الراجع المتذكر ، قاله ابن بحر . وقد عم اللّه بهذه التبصرة والذكرى وإن خص بالخطاب كل عبد منيب لانتفاعه بها واهتدائه إليها . ٩قوله عز وجل : { وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً مُّبَارَكاً } يعني المطر ، لأنه به يحيا النبات والحيوان . { فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ } فيها هنا وجهان : أحدهما : أنها البساتين ، قاله الجمهور . الثاني : الشجر ، قاله ابن بحر . { وَحَبَّ الْحَصِيدِ } يعني البر والشعير ، وكل ما يحصد من الحبوب ، إذا تكامل واستحصد سمي حصيداً ، قال الأعشى : لسنا كما إياد دارها تكريث ينظر حبه أن يحصدا ١٠قوله عز وجل : { وَالنَّخْلَ بِاسَقَاتٍ } فيها وجهان : أحدهما : أنها الطوال ، قاله ابن عباس ومجاهد . قاله الشاعر : يا ابن الذين بفضلهم بسقت على قيس فزاره أي طالت عليهم . { الثاني } أنها التي قد ثقلت من الحمل ، قاله عكرمة . وقال الشاعر : فلما تركنا الدار ظلت منيفة بقران فيه الباسقات المواقر { نَضِيدٌ } أي منضود ، فيه ثلاثة أقاويل أحدها : أن النضيد المتراكم المتراكب ، قاله ابن عباس في رواية عكرمة عنه . الثاني : أنه المنظوم ، وهذا يروى عن ابن عباس أيضاً . الثالث : أنه القائم المعتدل ، قاله ابن الهاد . ١١قوله عز وجل : { رِزْقاً لِلْعِبَادِ } يعني ما أنزله من السماء من ماء مبارك ، وما أخرجه من الأرض بالماء من نبات وحب الحصيد وطلع نضيد . { وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مِّيتاً كَذِلكَ الْخُرُوجُ } جعل هذا كله دليلاً على البعث والنشور من وجهين : أحدهما : أن النشأة الأولى إذا خلقها من غير أصل كانت النشأة الثانية بإعادة ما له أصل أهون . الثاني : أنه لما شوهد من قدرته ، إعادة ما مات من زرع ونبات كان إعادة من مات من العباد أولى للتكليف الموجب للجزاء . ١٢قوله عز وجل : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُم قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ } في الرس وجهان : أحدهما : أنه كل حفرة في الأرض من بئر وقبر . الثاني : أنها البئر التي لم تطو بحجر ولا غيره . وأما أصحاب الرس ففيهم أربعة أقاويل : أحدها : أنها بئر قتل فيها صاحب ياسين ورسوه ، قاله الضحاك . الثاني : أنهم أهل بئر بأذربيجان ، قاله ابن عباس . الثالث : أنهم قوم باليمامة كان لهم آبار ، قاله قتادة . قال الزهير : بكرن بكوراً واستحرن بسحرة فهن ووادي الرس كاليد في الفم الرابع : أنهم أصحاب الأخدود . { وَثَمُودُ } وهم قوم صالح ، وكانوا عرباً بوادي القرى وما حولها . وثمود مأخوذ من الثمد وهو الماء القليل الكدر ، قال النابغة : واحكم بحكم فتاة الحي إذ نظرت إلى حمام سراع وارد الثمد ١٣{ وَعَادٌ } وهو اسم رجل كان من العماليق كثر ولده ، فصاروا قبائل وكانوا باليمن بالأحقاف ، والأحقاف الرمال ، وهم قوم هود . { فِرْعَوْنَ } وقد اختلف في أصله فحكي عن مجاهد أنه كان فارسياً من أهل إصطخر . وقال ابن لهيعة : كان من أهل مصر وحكي عن ابن عباس أنه عاش ثلاثمائة سنة منها مائتان وعشرون سنة لا يرى ما يقذي عينه ، فدعاه موسى ثمانين سنة . وحكى غيره أنه عاش أربعمائة سنة . واختلف في نسبه فقال بعضهم هو من لخم ، وقال آخرون هو من تبَّع . { وَإِخْوَانُ لُوطٍ } يعني قومه وأتباعه ، قال مجاهد : كانوا أربعمائة ألف بيت ، في كل بيت عشرة مردة ، فكانوا أربعة آلاف ألف . وقال عطاء : ما من أحد من الأنبياء إلا وقد يقوم معه قوم إلا لوط فإنه يقوم وحده . ١٤{ وَأَصَحَابُ الأَيْكَةِ } والأيكة الغيضة ذات الشجر الملتف كما قال أبو داود الإيادي : كأن عرين أيكته تلاقى بها جمعان من نبط وروم قال قتادة : وكان عامة شجرها الدوم ، وكان رسولهم شعيباً ، وأرسل إليهم ، وإلى أهل مدين ، أرسل إلى أمتين من الناس ، وعذبتا بعذابين ، أما أهل مدين فأخذتهم الصيحة ، وأما أصحاب الأيكة فكانوا أهل شجر متكاوس . { وَقَوْمُ تُبَّعٍ } وتبع كان رجلاً من ملوك العرب من حِمير ، سُمّي تبعاً لكثرة من تبعه . قال وهب : إن تبعاً أسلم وكفر قومه ، فلذلك ذكر قومه ، ولم يذكر تبع . قال قتادة وهو الذي حير الحيرة وفتح سمرقند حتى أخربها ، وكان يكتب إذا كتب : بسم اللّه الذي تَسمَّى وملك براً وبحراً وضحى وريحاً . { كُلٌّ كَذَّبَ الرَّسَلَ فَحَقَّ وَعِيدِ } يعني أن كل هؤلاء كذبوا من أرسل إليهم ، فحق عليهم وعيد اللّه وعذابه . فذكر اللّه قصص هؤلاء لهذه الأمة ، ليعلم المكذبون منهم بالنبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) أنهم كغيرهم من مكذبي الرسل إن أقاموا على التكذيب فلم يأمنوا ، حتى أرشد اللّه منهم من أرشد وتبعهم رغباً ورهباً من تبع . ١٥قوله عز وجل : { أَفَعِيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هَمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } أما اللبس فهو اكتساب الشك ، ومنه قول الخنساء : صدق مقالته واحذر عداوته والبس عليه بشك مثل ما لبسا والخلق الجديد هو إعادة خلق ثان بعد الخلق الأول . وفي معنى الكلام تأويلان : أحدهما : أفعجزنا عن إهلاك الخلق الأول ، يعني من تقدم ذكره حين كذبوا رسلي مع قوتهم ، حتى تشكوا في إهلاكنا لكم مع ضعفكم إن كذبتم ، فيكون هذا خارجاً منه مخرج الوعيد . الثاني : معناه أننا لم نعجز عن إنشاء الخلق الأول ، فكيف تشكون في إنشاء خلق جديد ، يعني بالبعث بعد الموت ، فيكون هذا خارجاً مخرج البرهان والدليل . ١٦قوله عز وجل : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ } الوسوسة كثرة حديث النفس بما لا يتحصل في حفاء وإسرار ، ومنه قول رؤبة : وسوس يدعو مخلصاً رب الفلق . . . . . . . . . . . . . . . { وَنَحْنُ أَقْرَبٌ إِلَيهِ مِن حَبْلِ الْوَرِيدِ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه حبل معلق به القلب ، قاله الحسن . والأصم وهو الوتين . الثاني : أنه عرق في الحلق ، قاله أبو عبيدة . الثالث : ما قاله ابن عباس ، عرق العنق ويسمى حبل العاتق ، وهما وريدان عن يمين وشمال ، وسمي وريداً ، لأنه العرق الذي ينصب إليه ما يرد من الرأس . وفي قوله { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيهِ مِن حَبْلِ الْوَرِيدِ } تأويلان : أحدهما : ونحن أقرب إليه من حبل وريده الذي هو منه . الثاني : ونحن أملك به من حبل وريده ، مع استيلائه عليه . ويحتمل ثالثاً : ونحن أعلم بما توسوس به نفسه من حبل وريده ، الذي هو من نفسه ، لأنه عرق يخالط القلب ، فعلم الرب أقرب إليه من علم القلب . ١٧قوله عز وجل : { إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ . . } الآية . قال الحسن ومجاهد وقتادة : المتلقيان ملكان يتلقيان عملك ، أحدهما عن يمينك ، يكتب حسناتك ، والآخر عن شمالك يكتب سيئاتك . قال الحسن : حتى إذا مت طويت صحيفة عملك وقيل لك يوم القيامة : { اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً } عدل واللّه عليك من جعلك حسيب نفسك . وفي { قَعِيدٌ } وجهان : أحدهما : أنه القاعدة ، قاله المفضل . الثاني : المرصد الحافظ ، قاله مجاهد . وهو مأخوذ من القعود . قال الحسن : الحفظة أربعة : ملكان بالنهار وملكان بالليل . ١٨قوله عز وجل : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ } أي ما يتكلم بشيء ، مأخوذ من لفظ الطعام ، وهو إخراجه من الفم . { إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه المتتبع للأمور . الثاني : أنه الحافظ ، قاله السدي . الثالث : أنه الشاهد ، قاله الضحاك . وفي { عَتِيدٌ } وجهان : أحدهما : أنه الحاضر الذي لا يغيب . الثاني : أنه الحافظ المعد إما للحفظ وإما للشهادة . ١٩قوله عز وجل : { وَجَآءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ } يحتمل وجهين : أحدهما : ما يراه عند المعاينة من ظهور الحق فيما كان اللّه قد أوعده . الثاني : أن يكون الحق هو الموت ، سمي حقاً ، إما لاسحقاقه ، وإما لانتقاله إلى دار الحق . فعلى هذا يكون في الكلام تقديم وتأخير . وتقديره : وجاءت سكرة الحق بالموت ، ووجدتها في قراءة ابن مسعود كذلك . { ذلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } يحتمل وجهين : أحدهما : أنه كان يحيد من الموت ، فجاءه الموت . الثاني : أنه يحيد من الحق ، فجاءه الحق عند المعاينة . وفي معنى التحيد وجهان : أحدهما : أنه الفرار ، قاله الضحاك . { الثاني }: العدول ، قاله السدي . ومنه قول الشاعر : ولقد قلت حين لم يك عنه لي ولا للرجال عنه محيد . فروى عاصم بن أبي بهدلة ، عن أبي وائل ، أن عائشة قالت عند أبيها وهو يقضي : لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوماً ، وضاق بها الصدر فقال أبو بكر : { هلا قلت كما قال اللّه ] : وَجَآءَتْ سَكْرَتُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } . ٢٠وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (٢٠) ٢١قوله عز وجل : { وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ } أما السائق ففيه قولان : أحدهما : أنه ملك يسوقه إلى المحشر ، قاله أبو هريرة وابن زيد . الثاني : أنه أمر من اللّه يسوقه إلى موضع الحساب ، قاله الضحاك . وأما الشهيد ففيه أربعة أقاويل : أحدها : أنه ملك يشهد عليه بعمله ، وهذا قول عثمان بن عفان والحسن . الثاني : أنه الإنسان ، يشهد على نفسه بعمله ، رواه أبو صالح . الثالث : أنها الأيدي والأرجل تشهد عليه بعمله بنفسه ، قاله أبو هريرة . ثم في الآية قولان : أحدهما : أنها عامة في المسلم والكافر ، وهو قول الجمهور . الثاني : أنها خاصة في الكافر ، قاله الضحاك . ٢٢قوله عز وجل : { لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّن هَذَا } فيه وجهان : أحدهما أنه الكافر ، كان في غفلة من عواقب كفره ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، كان في غفلة عن الرسالة مع قريش في جاهليتهم ، قاله عبد الرحمن بن زيد . ويحتمل ثالثاً : لقد كنت أيها الإنسان في غفلة عن أن كل نفس معها سائق وشهيد لأن هذا لا يعرف إلا بالنصوص الإلهية . { فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ } فيه أربعة أوجه أحدها : أنه إذا كان في بطن أمه فولد ، قاله السدي . الثاني : إذا كان في القبر فنشر ، وهذا معنى قول ابن عباس . الثالث : أنه وقت العرض في القيامة ، قاله مجاهد . الرابع : أنه نزول الوحي وتحمل الرسالة ، وهذا معنى قول ابن زيد . { فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } وفي المراد بالبصر هنا وجهان : أحدهما : بصيرة القلب لأنه يبصر بها من شواهد الأفكار ، ونتائج الاعتبار ما تبصر العين ما قابلها من قبلها من الأشخاص والأجسام ، فعلى هذا في قوله : { حَدِيدٌ } تأويلان : أحدهما : سريع كسرعة مور الحديد . الثاني : صحيح كصحة قطع الحديد . الوجه الثاني : أن المراد به بصر العين وهو الظاهر ، فعلى هذا في قوله : { حَدِيدٌ } تأويلان : أحدهما : شديد ، قاله الضحاك . الثاني : بصير ، قاله ابن عباس . وماذا يدرك البصر ؟ فيه خمسة أوجه : أحدها : يعاين الآخرة ، قاله قتادة . الثاني : لسان الميزان ، قاله الضحاك . الثالث : ما يصير إليه من ثواب أو عقاب ، وهو معنى قول ابن عباس . الرابع : ما أمر به من طاعة وحذره من معصية ، وهو معنى قول ابن زيد . الخامس : العمل الذي كان يعمله في الدنيا ، قاله الحسن . ٢٣قوله عز وجل : { وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } أما قرينه ففيه ثلاثة أقاويل أحدها : أنه الملك الشهيد عليه ، قاله الحسن وقتادة . الثاني : أنه قرينه الذي قيض له من الشياطين ، قاله مجاهد . الثالث : أنه قرينه من الإنس ، قاله ابن زيد في رواية ابن وهب عنه . وفي قوله : { هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } وجهان : أحدهما : هذا الذي وكلت به أحضرته ، قاله مجاهد . الثاني : هذا الذي كنت أحبه ويحبني قد حضر ، قاله ابن زيد . ٢٤قوله عز وجل : { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارِ عَنِيدٍ } في ألقيا ثلاثة أقاويل : أحدها : أن المأمور بألقيا كل كافر في النار ملكان . الثاني : يجوز أن يكون واحد ويؤمر بلفظ الاثنين كقول الشاعر : فإن تزجراني يابن عفان أنزجر وإن تدعاني أحم عرضاً ممنعاً الثالث : أنه خارج مخرج تثنية القول على معنى قولك ألق ألق ، قف قف ، تأكيداً للأمر . والكفار [ بفتح الكاف ] أشد مبالغة من الكافر . ويحتمل وجهين : أحدهما : أنه الكافر الذي كفر باللّه ولم يطعه ، وكفر بنعمه ولم يشكره . الثاني : أنه الذي كفر بنفسه وكفر غيره بإغوائه . وأما العنيد ففيه خمسة أوجه : أحدها : أنه المعاند للحق ، قاله بعض المتأخرين . الثاني : أنه المنحرف عن الطاعة ، قاله قتادة . الثالث : أنه الجاحد المتمرد ، قاله الحسن . الرابع : أنه المشاق ، قاله السدي . الخامس : أنه المعجب بما عنده المقيم على العمل به ، قاله ابن بحر . فأما العاند ففيه وجهان : أحدهما : أنه الذي يعرف بالحق ثم يجحده . الثاني : أنه الذي يدعى إلى الحق فيأباه . ٢٥قوله عز وجل : { مَنَّاعٍ لِّلْخير } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه منع الزكاة المفروضة ، قاله قتادة . الثاني : أن الخير المال كله ، ومنعه حبسه عن النفقه في طاعة اللّه ، قاله بعض المتأخرين . الثالث : محمول على عموم الخير من قول وعمل . { مُعْتَدٍ مُرِيبٍ } في المريب ثلاثة أوجه : أحدها : أنه الشاك في اللّه ، قاله السدي . الثاني : أنه الشاك في البعث ، قاله قتادة . الثالث : أنه المتهم . قال الشاعر : بثينة قالت يا جميل أربتنا فقلت كلانا يا بثين مريب وأريبنا من لا يؤدي أمانة ولا يحفظ الأسرار حين يغيب قال الضحاك : هذه الآية في الوليد بن المغيرة المخزومي حين استشاره بنو أخيه في الدخول في الإسلام فمنعهم . ٢٦الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (٢٦) ٢٧قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ (٢٧) ٢٨قوله عز وجل : { قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ } فيه وجهان : أحدهما : أن اختصامهم هو اعتذار كل واحد منهم فيما قدم من معاصيه ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه تخاصم كل واحد مع قرينه الذي أغواه في الكفر ، قاله أبو العالية . فأما اختصامهم في مظالم الدنيا ، فلا يجوز أن يضاع لأنه يوم التناصف . أحدها : أن الوعيد الرسول ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه القرآن ، قاله جعفر بن سليمان . الثالث : أنه الأمر والنهي ، قاله ابن زيد . ويحتمل رابعاً : أنه الوعد بالثواب والعقاب . ٢٩قوله عز وجل : { مَا يُبَدَّلُ الْقَولُ لَدَيَّ } فيه أربعة أوجه : أحدها : فيما أوجه من أمر ونهي ، وهذا معنى قول ابن زيد . الثاني : فيما وعد به من طاعة ومعصية ، وهو محتمل . الرابع : في أن بالحسنة عشر أمثالها وبخمس الصلوات خمسين صلاة ، قاله قتادة . { وَمَآ أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ } فيه وجهان : أحدهما : ما أنا بمعذب من لم يجرم ، قاله ابن عباس . الثاني : ما أزيد في عقاب مسيء ولا أنقص من ثواب محسن ، وهو محتمل . ٣٠قوله عز وجل : { يَوْمَ نُقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنَ مَّزِيدٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : هل يزاد إلى من ألقي غيرهم ؟ فالاستخبار عمن بقي ، قاله زيد بن أسلم . الثاني : معناه إني قد امتلأت ، ممن ألقي في ، فهل أسع غيرهم ؟ قاله مقاتل . الثالث : معناه هل يزاد في سعتي ؟ لإلقاء غير من ألقي في ، قاله معاذ . وفي قوله : { وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } وجهان : أحدهما : أن زبانية جهنم قالوا هذا . الثاني : أن حالها كالمناطقة بهذا القول ، كما قال الشاعر : امتلأ الحوض وقال قطني مهلاً رويداً قد ملأت بطني ٣٢قوله عز وجل : { هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } في الأواب الحفيظ ثلاثة أوجه : أحدها : أنه الذاكر ذنبه في الخلاء ، قاله الحكم . الثاني : أنه الذي إذا ذكر ذنباً تاب واستغفر اللّه منه ، قاله ابن مسعود ومجاهد والشعبي . الثالث : أنه الذي لا يجلس مجلساً فيقوم حتى يستغفر اللّه فيه ، قاله عبيد بن عمير . وأما الحفيظ هنا ففيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه المطيع فيما أمر ، وهو معنى قول السدي . الثاني : الحافظ لوصية اللّه بالقبول ، وهو معنى قول الضحاك . الثالث : أنه الحافظ لحق اللّه بالاعتراف ولنعمه بالشكر ، وهو معنى قول مجاهد . وروى مكحول عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ كَانَ أَوَّاباً حَفِيظاً } . ٣٣قوله عز وجل : { مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ } فيه وجهان : أحدهما : أنه الذي يحفظ نفسه من الذنوب في السر كما يحفظها في الجهر . الثاني : أنه التائب في السر من ذنوبه إذا ذكرها ، كما فعلها سراً . ويحتمل ثالثاً : أنه الذي يستتر بطاعته لئلا يداخلها في الظاهر رياء . ووجدت فيه لبعض المتكلمين . رابعاً : أنه الذي أطاع اللّه بالأدلة ولم يره . { وَجَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه المنيب المخلص ، قاله السدي . الثاني : أنه المقبل على اللّه ، قاله سفيان . الثالث : أنه التائب ، قاله قتادة . ٣٥{ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ } يعني ما تشتهي أنفسهم وتلذ أعينهم . { وَلَدَينَا مَزِيدٍ } فيه وجهان : أحدهما : أن المزيد من يزوج بهن من الحور العين ، رواه أبو سعيد الخدري مرفوعاً . الثاني : أنها الزيادة التي ضاعفها اللّه من ثوابه بالحسنة عشر أمثالها . وروى أنس عن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) أن جبريل أخبره : أن يوم الجمعة يدعى في الآخرة يوم المزيد . وفيه وجهان : أحدهما : لزيادة ثواب العمل فيه . الثاني : لما روي أن اللّه تعالى يقضي فيه بين خلقه يوم القيامة . ٣٦وكم أهلكنا قبلهم . . . . . قوله عز وجل : { فَنَقَّبُواْ فِي الْبِلاَدِ } فيه أربعة أوجه احدها : أثروا في البلاد ، قاله ابن عباس . الثاني : أنهم ملكوا في البلاد ، قاله الحسن . الثالث : ساروا في البلاد وطافوا ، قاله قتادة ، ومنه قول امرىء القيس : وقد نقبت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب الرابع : أنهم اتخذوا فيها طرقاً ومسالك ، قاله ابن جريج . ويحتمل خامساً : أنه اتخاذ الحصون والقلاع . { هَلْ مِن مَّحِيصٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : هل من منجٍ من الموت ، قاله ابن زيد . الثاني : هل من مهرب ، قال معمر عن قتادة : حاص أعداء اللّه فوجدوا أمر اللّه تعالى لهم مدركاً . الثالث : هل من مانع ؟ قال سعيد عن قتادة : حاص الفجرة ، فوجدوا أمر اللّه منيعاً . ٣٧قوله عز وجل : { إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } فيه وجهان : أحدهما : لمن كان له عقل ، قاله مجاهد ، لأن القلب محل العقل . الثاني : لمن كانت له حياة ونفس مميزة ، فعبر عن النفس الحية بالقلب لأنه وطنها ومعدن حياتها . كما قال امرؤ القيس : أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعل { أوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } فيه ثلاثة أوجه أحدها : ألقى السمع فيما غاب عنه بالأخبار ، وهو شهيد فيما عاينه بالحضور . الثاني : معناه سمع ما أنزل اللّه من الكتب وهو شهيد بصحته . الثالث : سمع ما أنذر به من ثواب وعقاب ، وهو شهيد على نفسه بما عمل من طاعة أو معصية . وفي الآية ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها في جميع أهل الكتب ، قاله قتادة . الثاني : أنها في اليهود والنصارى خاصة ، قاله الحسن . الثالث : أنها في أهل القرآن خاصة ، قاله محمد بن كعب وأبو صالح . ٣٨قوله عز وجل : { وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ } واللغوب التعب والنصب . قال الراجز : إذا رقى الحادي المطي اللغبا وانتعل الظل فصار جوربا قال قتادة والكلبي : نزلت هذه الآية في يهود المدينة ، زعموا أن اللّه خلق السموات والأرض في ستة أيام أولها يوم الأحد ، وآخرها يوم الجمعة ، واستراح في يوم السبت ، ولذلك جعلوه يوم راحة ، فأكذبهم اللّه في ذلك . ٣٩قوله عز وجل : { فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } هذا خطاب للنبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، أمر فيه بالصبر على ما يقوله المشركون ، إما من تكذيب أو وعيد . { وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ } الآية . وهذا وإن كان خطاباً للنبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، فهو عام له ولأمته . وفي هذا التسبيح وجهان : أحدهما : أنه تسبيحه بالقول تنزيهاً قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ، قاله أبو الأحوص . الثاني : أنها الصلاة ومعناه فصلِّ بأمر ربك قبل طلوع الشمس ، يعني صلاة الصبح ، وقبل الغروب ، يعني صلاة العصر ، قاله أبو صالح ورواه جرير بن عبد اللّه مرفوعاً . ٤٠قوله عز وجل : { وَمِنَ اللَّيلِ فَسَبِّحْهُ } فيه أربعة أوجه : أحدها : أنه تسبيح اللّه تعالى قولاً في الليل ، قاله أبو الأحوص . الثاني : أنها صلاة الليل ، قاله مجاهد . الثالث : أنها ركعتا الفجر ، قاله ابن عباس . الرابع : أنها صلاة العشاء الآخرة ، قاله ابن زيد . ثم قال { وَأَدْبَارَ السُّجُودِ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه التسبيح في أدبار الصلوات ، قاله أبو الأحوص . الثاني : أنها النوافل بعد المفروضات ، قاله ابن زيد . الثالث : أنها ركعتان بعد المغرب ، قاله علي رضي اللّه عنه وأبو هريرة . وروى ابن عباس قال : بت ليلة عند رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، فصلى ركعتين قبل الفجر ، ثم خرج إلى الصلاة فقال : { يا ابن عباس رَكْعَتَانِ قَبْلَ الْفَجْرِ أَدْبَارَ النُّجُومِ ، وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ الْمِغْرِبِ أَدْبَارَ السُّجُودِ } . ٤١قوله عز وجل : { وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنَادِ } هذه الصيحة التي ينادي بها المنادي من مكان قريب هي النفخة الثانية التي للبعث إلى أرض المحشر . ويحتمل وجهاً آخر ، أنه نداؤه في المحشر للعرض والحساب . وفي قوله : { مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } وجهان : أحدهما : أنه يسمعها كل قريب وبعيد ، قاله ابن جريج . الثاني : أن الصيحة من مكان قريب . قال قتادة : كنا نحدث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة وهي أوسط الأرض : يا أيتها العظام البالية ، قومي لفصل القضاء وما أعد من الجزاء . وحدثنا ، أن كعباً قال : هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً . ٤٢قوله عز وجل : { يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ } فيه وجهان : أحدهما : يعني بقول الحق . الثاني : بالبعث الذي هو حق . { ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ } فيه وجهان : أحدهما : الخروج من القبور . الثاني : أن الخروج من أسماء القيامة . قال العجاج : وليس يوم سمي الخروجا أعظم يوم رجه رجوجا ٤٣إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (٤٣) ٤٤يَوْمَ تَشَقَّقُ اْلأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (٤٤) ٤٥قوله عز وجل : { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ } يحتمل وجهين : أحدهما : نحن أعلم بما يجيبونك من تصديق أو تكذيب . الثاني : بما يسرونه من إيمان أو نفاق . { وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : يعني برب ، قاله الضحاك ، لأن الجبار هو اللّه تعالى سلطانه . الثاني : متجبر عليهم متسلط ، قاله مجاهد . ولذلك قيل لكل متسلط جبار . قال الشاعر : وكنا إذا الجبار صعر خده أقمنا له من صعره فتقوما وهو من صفات المخلوقين ذم . الثالث : أنك لا تجبرهم على الإسلام من قولهم قد جبرته على الأمر إذا قهرته على أمر ، قاله الكلبي . { فَذَكِّرْ بِالْقُرْءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } الوعيد العذاب ، والوعد الثواب . قال الشاعر : وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي قال قتادة : اللّهم اجعلنا ممن يخاف وعيدك ويرجو موعدك . وروي أنه قيل : يا رسول اللّه لو خوفتنا فنزلت { فَذَكِّرْ بِالْقُرءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } . |
﴿ ٠ ﴾