٢٥

{ إِذْ دَخَلُواْ عَلَيهِ فَقَالُواْ سَلاَماً } فيه وجهان :

أحدهما : قاله الأخفش ، أي مسالمين غير محاربين لتسكن نفسه .

الثاني : أنه دعا لهم بالسلامة ، وهو قول الجمهور ، لأن التحية بالسلام تقتضي السكون والأمان ، قال الشاعر :

أظلوم إن مصابكم رجلاً

أهدى السلام تحية ظلم

فأجابهم إبراهيم عن سلامتهم بمثله :

{ قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مَنكَرُونَ } لأنه رآهم على غير صورة البشر وعلى غير صورة الملائكة الذين كان يعرفهم ، فنكرهم وقال { قَوْمٌ مَنكَرُونَ } وفيه وجهان :

أحدهما : أي قوم لا يعرفون .

الثاني : أي قوم يخافون ، يقال أنكرته إذا خفته ، قال الشاعر :

فأنكرتني وما كان الذي نكرت

من الحوادث إلا الشيب والصلعا

﴿ ٢٥