١٣

{ وَلَقَدْ رَءاهُ نَزْلَةً أُخْرَى } يعني أنه رأى ما رآه ثانية بعد أُولى ، قال كعب : إن اللّه تعالى قسم كلامه ورؤيته بين محمد وموسى عليهما السلام ، فرآه محمد مرتين ، وكلمه موسى مرتين .

{ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى } روي فيها خبران .

أحدهما : ما روى طلحة بن مصرف عن مرة عن ابن مسعود قال : لما أسري بالنبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) انتهى إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة ، وإليها ينتهي ما يعرج من الأرواح فيقبض منها ، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها الخبر .

الثاني : ما رواه معمر عن قتادة عن أنس أن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) قال : { رُفِعَتْ لِيَ سِدْرَةُ الْمُنتَهَى فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، ثَمَرُهَا مِثْلُ قِلاَلِ هَجْرٍ ، وَوَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الفِيَلَة ، يَخْرُجُ مِن سَاقِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهْرَانِ بِاطِنَانِ ، قُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا ؟ قَالَ : أَمَّا النَّهْرَانِ البَاطِنَانِ فَفِي الجَنَّةِ ، وَأَمَّا النَّهْرانِ الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالفُرَاتُ } .

وفي سبب تسميتها سدرة المنتهى خمسة أوجه :

 أحدها : لانه ينتهي علم الأنبياء إليها ، ويعزب علمهم عما وراءها ، قاله ابن عباس .

الثاني : لأن الأعمال تنتهي إليها وتقبض منها ، قاله الضحاك .

الثالث : لانتهاء الملائكة والنبيين إليها ووقوفهم عندها ، قاله كعب .

الرابع : لأنه ينتهي إليها كل من كان على سنة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ومنهاجه ، قاله الربيع بن أنس .

الخامس : لأنه ينتهي إليها كل ما يهبط من فوقها ويصعد من تحتها ، قاله ابن مسعود .

﴿ ١٣